responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من لا يحضره الفقيه المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 4  صفحة : 502

[بيان الطريق إلى عليّ بن ميسرة]

و ما كان فيه عن عليّ بن ميسرة فقد رويته عن أبي- رضي اللّه عنه- عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن عليّ بن ميسرة[1].

[بيان الطريق إلى محمّد بن القاسم الأسترآباديّ‌]

و ما كان فيه عن محمّد بن القاسم الأسترآباديّ فقد رويته عنه‌[2].


[1]. على بن ميسرة هذا هو من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام على ما عده الشيخ في رجاله في أصحابه، و لكن روى مؤلف في المجلد الثاني تحت رقم 2551 قال:« و كتب على بن ميسر الى أبى جعفر الثاني عليه السلام يسأله عن رجل اعتمر في شهر رمضان- الحديث» و الظاهر من هذا الطريق أن المراد بعلى بن ميسرة هو هذا بقرينة رواية الحسن بن ابن على الوشاء عنه فانه ذكر في أصحاب أبى الحسن الرضا و الهادى عليهما السلام. و أمّا الطريق فصحيح عند العلامة و الاختلاف في العبيدى.

[2]. هو صاحب التفسير المنسوب المشهور بتفسير الإمام العسكريّ عليه السلام قال أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه الغضائري استاذ النجاشيّ: ان محمّد بن القاسم أو أبى القاسم روى عنه ابن بابويه ضعيف كذاب روى عنه تفسيرا يرويه عن رجلين مجهولين أحدهما يعرف بيوسف بن محمّد بن زياد و الآخر بعلى بن محمّد بن يسار، عن أبويهما، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام، و التفسير موضوع عن سهل الديباجى، عن أبيه بأحاديث من هذه المناكير».

و قال المولى المجلسيّ في شرح المشيخة: اعتمد عليه الصدوق و كان شيخه، فما ذكره ابن الغضائري باطل، و توهم أن مثل هذا التفسير لا يليق أن ينسب الى المعصوم مردود و من كان مرتبطا بكلام الأئمّة يعلم أنّه كلامهم عليهم السلام و اعتمد عليه شيخنا الشهيد الثاني و نقل أخبارا كثيرة منه في كتبه و اعتماد التلميذ الذي كان مثل الصدوق يكفى، عفى اللّه عنا و عنهم- انتهى. أقول:-- أولا اعتماد الصدوق( ره) عليه غير ثابت و الثابت نقله عن هذا الرجل فحسب و هو لا يدلّ على المدعى فقد نقل أخبارا عن أحمد بن هلال و السكونى و لا يعتمد عليهما و ان سلّمنا فما ربطه بهذا التفسير الموجود، و غاية ما يمكن أن يقال اعتماده على بعض أخباره، و كم من رجل ضعيف أو جاعل يروى خبرا صحيحا صدقا و اعتمد عليه الاجلاء، و هذا لا يدلّ على كون الضعيف أو الجاعل موثقا عندهم. و ان قيل: ان لم يكن الرجل معتمدا عنده فكيف يذكر في غير موضع بعد اسمه« رضي اللّه عنه» أو« رحمه اللّه» قلنا دأب المؤلّف في كتبه ذكر الرضيلة أو الرحملة بعد اسم مشايخه إذا كانوا اماميا ليكون ميزا بين عاميهم و اماميهم و ذلك يدل على أن مذهبهم مرضى عنده و لا يدلّ على أزيد من ذلك، فان النجاشيّ- رحمه اللّه- ترحم على أحمد بن محمّد الجوهريّ مع أنّه قال: رأيت شيوخنا يضعفونه فلم أرو عنه شيئا. و أما قوله« من كان مرتبطا بكلام الأئمّة يعلم أنّه كلامهم عليهم السلام» فهذا أيضا غير معلوم بل يمكن أن يقال الامر فيه بالعكس فنذكر بعض ما فيه ليتضح الامر قال المفسر أو روى فيه: أن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال لابى بكر بعد عزله عن تبليغ آيات صدر سورة« براءة»: و أمّا أنت فقد عوضك اللّه بما قد حملك من آياته و كلفك من طاعاته الدرجات الرفيعة و المراتب الشريفة» و روى أيضا« أن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال لابى جهل- لما طلب منه أن يحرقه بصاعقة ان كان نبيا-: يا أبا جهل ان اللّه انما رفع عنك العذاب لعلة و هي أنّه سيخرج من صلبك ذرّية طيبة: عكرمة ابنك، و سيلى أمور المسلمين ما ان أطاع اللّه فيه كان عند اللّه جليلا و الا فالعذاب نازل عليك» مع أن النبيّ أمر في فتح مكّة بقتل هذه الذرّية الطيبة في جملة من أمر بقتلهم و قال: و لو وجدوا تحت أستار الكعبة أو كانوا متعلقين بها» و انحراف عكرمة عن أمير المؤمنين عليه السلام ممّا لا يشك فيه أحد و هكذا بغضه له عليه السلام، هذا مضافا الى ان عكرمة يومذاك كان شابا لانه في يوم أحد على ميسرة الكفّار و خالد بن الوليد على ميمنتهم، و قد قتل من المسلمين نفرا منهم رافع بن المعلى بن لوذان و قالوا قتله عكرمة بن أبي جهل و نص عليه غير واحد من المؤرخين و أرباب السير و التراجم.

و فيه أيضا أن آية« وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ» نزلت في جماعة عد منهم صهيب الرومى. مع أنّه كان من المبغضين لعلى عليه السلام و المنحرفين عنه، روى الكشّيّ في رجاله عن الصادق عليه السلام- في عنوان بلال و صهيب- أنه قال:« كان بلال-- عبدا صالحا، و صهيب عبد سوء يبكى على فلان» و روى المفيد في الاختصاص ص 73 قال أبو عبد اللّه عليه السلام« رحم اللّه بلالا كان يحبّنا أهل البيت و لعن اللّه صهيبا فانه كان يعادينا» و في خبر آخر« كان يبكى على فلان» و هو الذي صلى بالناس أيّام الشورى عينه عمر، و صلى عليه بحكم عبد الرحمن بن عوف كما اتفقت عليه تواريخهم.

و فيه« قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: ان الصلاة في مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة في ما سواه الا المسجد الحرام و المسجد الاقصى» و هذا كما ترى جعل البيت المقدس عدل المسجد الحرام و ثواب الصلاة فيه كثواب الصلاة في مسجد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و تقدم منا الكلام في المجلد الأول ص 233 في موقعية المسجد الاقصى من الفضل.

و فيه في أوائله« أن النبيّ لما بنى مسجدا بالمدينة و شرع فيه بابه و أشرع المهاجرون و الأنصار أراد اللّه ابانة محمّد و آله الافضلين بالفضيلة فنزل جبرئيل عن اللّه بأن سدّوا الأبواب عن مسجد النبيّ قبل أن ينزل بكم العذاب فأول من بعث إليه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يأمره بسد بابه العبّاس بن عبد المطلب- الى آخر كلامه الطويل-» مع أن العباس لم يؤمن بالنبى( ص) يومئذ و لم يهاجر و كان في غزوة بدر مع المشركين فأسر، و بالجملة مفتريات هذا التفسير كثيرة و على الطالب الرجوع إليه أو الى كتاب الاخبار الدخيلة، و عندي أن الاصرار بتصحيح أمثال هذه الكتب اصرار في تخريب أساس الإماميّة و تجريح أئمتهم المعصومين عليهم السلام و الذين تصدوا لاثبات صحّة هذا التفسير و نسبته الى المعصوم ربما تعجبهم كثرة ما نقل فيه من فضائل أهل البيت و معجزاتهم عليهم السلام فغفلوا عما فيه من الخبط و التخليط و المفتريات و الاباطيل، روى الصدوق- رضوان اللّه عليه- في عيون أخبار الرضا( ع)« أن إبراهيم بن أبي محمود قال للرضا عليه السلام: يا ابن رسول اللّه ان عندنا أخبارا في فضائل أمير المؤمنين( ع) و فضلكم أهل البيت و هي من رواية مخالفيكم و لا نعرف مثلها عندكم أ فندين بها؟ فقال( ع) يا ابن أبي محمود ان مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا و جعلوها على ثلاثة أقسام، أحدها، الغلوّ، و ثانيها التقصير في أمرنا، و ثالثها التصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلوّ فينا كفروا شيعتنا و نسبوهم الى القول بربوبيتنا، و إذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، و إذا سمعوا مثالب أعدائنا باسمائهم ثلبونا بأسمائنا و قد قال اللّه عزّ و جلّ:« لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ»- الى أن قال- يا ابن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدنيا و الآخرة».

اسم الکتاب : من لا يحضره الفقيه المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 4  صفحة : 502
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست