[1]. هو أبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاريّ
المدنيّ، و اختلف في اسمه، فقيل: رفاعة، و قيل مبشر، و قيل بشير، و هو أحد النقباء
و قصته معروفة في التواريخ و التفاسير، ذيل قوله تعالى« يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَ
أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» و هى أن بنى قريظة لما حوصروا بعثوا الى رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله أن ابعث الينا أبا لبابة بن عبد المنذر أخا بنى عمرو بن
عوف- و كانوا حلفاء الاوس- لتستشيره في أمرنا، فأرسله رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و آله اليهم، فلما رأوه قام إليه الرجال و جهش إليه النساء و الصبيان يبكون في
وجهه فرق لهم، و قالوا له: يا أبا لبابة أ ترى أن ننزل على حكم محمّد، قال: نعم و
أشار بيده الى حلقه- أنه الذبح- قال أبو لبابة: فو اللّه ما زالت قدماى من مكانهما
حتّى عرفت أنى قد خنت اللّه و رسوله( ص) ثمّ انطلق على وجهه و لم يأت رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله فذهب الى المسجد و ارتبط نفسه الى عمود من عمده و قال: لا
أبرح مكانى هذا حتّى يتوب اللّه على و عاهد اللّه أن لا أطأ بني قريظة أبدا، فانزل
اللّه تعالى الآية، فلما بلغ خبره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال: أما انه
لو جاءنى لاستغفرت له فأما إذا قد فعل ما فعل فما أنا بالذى اطلقه حتّى يتوب اللّه
عليه، فلم يزل مرتبطا بالجذع ست ليال و تأتيه امرأته في كل وقت صلاة فتحله للصلاة،
ثمّ يعود فيرتبط، و نزلت توبته و رسول اللّه في بيت أم سلمة قالت: سمعت رسول اللّه
في السحر و هو يضحك، فسألته مم تضحك أضحك اللّه سنك؟ قال: تيب على أبى لبابة، قلت:
أ فلا أبشره! قال: بلى ان شئت، قالت: فقمت الى باب الحجرة و قلت يا أبا لبابة أبشر
فقد تاب اللّه عليك، فثار الناس إليه ليطلقوه، فقال: لا و اللّه حتّى يكون رسول-
اللّه( ص) هو الذي أطلقنى بيده فمر عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حين خرج
لصلاة الصبح و أطلقه. و وهم بعض الشراح فعده من الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة
تبوك.
اسم الکتاب : من لا يحضره الفقيه المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 2 صفحة : 571