[1]. كذا في جميع النسخ، و في الكافي« عن أبي حجر
الا سلمى» و في التهذيب نقلا عن محمّد بن يعقوب« عن أبي يحيى الاسلمى» و لعلّ
الصواب ما في التهذيب الا أن فيه سقطا و الصواب« ابن أبي يحيى» و هو نسبة الى الجد
و الظاهر أن الرجل هو إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى الاسلمى المذكور في رجال
العامّة كنيته أبو إسحاق و ضعفه جماعة منهم و قالوا كان كذابا قدريا رافضيا و في
المحكى عن الشافعى قال: انه ثقة، و أنت خبير بأن تضعيف القوم بعض الرواة كثيرا ما
يكون من جهة الرفض أو التشيع فلا عبرة به، و بالجملة توفى إبراهيم 184 أو 191 على
اختلاف.
[2]. رواه الكليني ج 4 ص 550 في الصحيح عن معاوية
عمّار أبي عبد اللّه عليه السلام، و اعلم- أيدك اللّه- أن جماعة قليلة من العامّة
ينكرون علينا زيارة المشاهد لا سيما مشاهد العترة الطاهرة و الدعاء عندها و الصلاة
فيها و التوسل و التبرك بها قال استاذنا الامينى- رضوان اللّه تعالى عليه- في
كتابه الغدير الاغر: قد جرت السيرة المطردة من صدر الإسلام منذ عهد الصحابة
الاولين و التابعين لهم باحسان على زيارة قبور ضمنت في كنفها نبيّا مرسلا، أو
اماما طاهرا، أو وليا صالحا أو عظيما من عظماء الدين و في مقدمها قبر النبيّ
الاقدس صلّى اللّه عليه و آله.
و كانت الصلاة لديها، و الدعاء
عندها، و التبرك و التوسل بها، و التقرب إلى اللّه و ابتغاء-- الزلفة لديه باتيان
تلك المشاهد من المتسالم عليه بين فرق المسلمين من دون أي نكير من أحدهم و أي
غميزة من أحد منهم على اختلاف مذاهبهم حتّى ولد الدهر ابن تيمية الحرّانى، فجاء
كالمغمور مستهترا يهذى و لا يبالى، فتره و أنكر تلك السّنة الجارية سنة اللّه التي
لا تبديل لها و لن تجد لسنة اللّه تحويلا، و خالف هاتيك السيرة المتّبعة و شذ عن
تلك الآداب الإسلامية الحميدة، و شدّد النكير عليها بلسان بذى و بيان تافه و وجوه
خارجة عن نطاق العقل السليم، بعيدا عن أدب العلم، أدب الكتابة، أدب العفّة، و أفتى
بحرمة شدّ الرّحال لزيارة النّبىّ صلّى اللّه عليه و آله و عد السفر لأجل ذلك سفر
معصية لا تقصر فيه الصلاة، فخالفه أعلام عصره و رجالات قومه فقابلوه بالطعن الشديد
فأفرد هذا بالوقيعة عليه تأليفا حافلا( كشفاء السقام في زيارة خير الأنام للسبكى)
و( الدرّة المضيئة في الردّ على ابن تيمية) له أيضا، و المقالة المرضيّة لقاضي
القضاة المالكيّة تقى الدين أبي عبد اللّه الاخنائى، و نجم المهتدى و رجم المقتدى
للفخر ابن المعلّم القرشيّ، و دفع الشبه لتقى الدين الحصنى، و التحفة المختارة في
الرد على منكر الزيارة لتاج الدين الفاكهانى، و تأليف أبي عبد اللّه محمّد بن عبد
المجيد الفاسى. و جاء ذلك يزيّف آراءه و معتقداته في طى تآليفه القيمة كالصواعق
الإلهيّة في الرد على الوهّابية للشيخ سليمان بن عبد الوهّاب في الردّ على أخيه
محمّد بن عبد الوهاب النجدى، و الفتاوي الحديثة لابن حجر، و المواهب اللدنيّة
للقسطلانى، و شرحه للزرقانى.
و هناك آخر يترجمه بعجره و بجره و
يعرفه للملاء ببدعه و ضلالاته.
ثمّ قال: و قد أصدر الشاميون فتيا
بتكفيره و عرضت الفتيا هذه على قاضى القضاة بمصر البدر بن جماعة فكتب على ظاهر
الفتوى« الحمد للّه هذا المنقول باطنها جواب عن السؤال عن قول ابن تيمية« انّ
زيارة الأنبياء و الصالحين بدعة و ما ذكره من نحو ذلك و من أنه لا يرخّص بالسفر
لزيارة الأنبياء» باطل مردود عليه، و قد نقل جماعة من العلماء أن زيادة النبيّ
صلّى اللّه عليه و آله فضيلة و سنة مجمع عليها، و هذا المفتى المذكور- يعنى ابن
تيمية- ينبغي أن يزجر عن مثل هذه الفتاوي الباطلة عند الأئمّة و العلماء و يمنع من
الفتاوي الغريبة، و يحبس إذا لم يمتنع من ذلك و يشهر أمره ليحتفظ الناس من
الاقتداء به، راجع الغدير ج 5 ص 87.
اسم الکتاب : من لا يحضره الفقيه المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 2 صفحة : 565