اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 3 صفحة : 419
النهشلي ، عن أبيه ، عن الشريف زيد بن جعفر العلوي ، عن محمّد بن
وهبان ، عن الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، عن أحمد بن
إدريس بن محمّد بن أحمد العلوي ، عن محمّد بن جمهور العمي ، عن
الهيثم بن عبد الله الناقد ، عن بشار المكاري ، أنه قال : دخلت على
أبي عبد الله ( عليه السلام ) بالكوفة ، وقد قدم له طبق رطب طبرزد ، وهو يأكل ، فقال لي : « يا بشار ادن فكل » ، فقلت : هنّاك الله
وجعلني فداك قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي أوجع قلبي ، وبلغ مني ، فقال لي : « بحقّي لما دنوت فأكلت » ، قال : فدنوت
وأكلت ، فقال لي : « حديثك » فقلت : رأيت جلوازا يضرب رأس
امرأة ، يسوقها إلى الحبس ، وهي تنادي بأعلى صوتها : المستغاث بالله
ورسوله ، ولا يغيثها أحد ، قال : « ولم فعل بها ذاك؟ ».
قال : سمعت
الناس يقولون : انّها عثرت فقالت : لعن الله
ظالميك يا فاطمة ، فارتكب منها ما ارتكب ، قال : فقطع الأكل ، ولم
يزل يبكي حتى ابتلّ منديله ، ولحيته ، وصدره بالدموع ، ثم قال : « يا
بشار قم بنا إلى مسجد السهلة ، فندعو الله ونسأله خلاص هذه المرأة »
قال : ووجّه بعض الشيعة إلى باب السلطان ، وتقدّم إليه بأن لا يبرح
إلى أن يأتيه رسوله ، فإن حدث بالمرأة حدث ، صار الينا حيث كنّا ، قال :
فصرنا إلى مسجد السهلة ، وصلّى كلّ واحد منّا ركعتين ، ثم رفع
الصادق ( عليه السلام ) يده إلى السماء وقال : « أنت الله لا إله إلّا
أنت مبديء الخلق ومعيدهم » ، الدعاء مذكور في كتب الأدعية
والمزار ، قال : ثم خرّ ساجدا ، لا اسمع منه إلّا النفس ، ثم رفع
رأسه فقال : « قم قد أطلقت المرأة ».
قال : فخرجنا
جميعاً ، فبينما نحن في بعض الطريق ، إذ لحق بنا
الرجل الذي وجّهنا إلى باب السلطان ، فقال له : « ما الخبر »؟ قال
اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 3 صفحة : 419