اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 3 صفحة : 328
المشيخة ـ في خبر ـ إن ملكا من ملائكة الفردوس الأعلى [١] نزل على
البحر ، ونشر أجنحته عليها ، ثم صاح صيحة وقال : يا أهل
البحار ، البسوا أثواب الحزن ، فإن فرخ الرسول مذبوح.
قلت : وفي هذه
الأخبار ، والقصص ، إشارة أو دلالة على عدم كراهة لبس السواد ، أو رجحانه حزنا على
أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، كما عليه سيرة كثير في أيام حزنه ومأتمه.
ونقل ابن
شهرآشوب في مناقبه [٢] ، عن تاريخ الطبري ، ان إبراهيم الإمام انفذ إلى أبي
مسلم لواء النصرة ، وظلّ السحاب ، وكان أبيض طوله أربعة عشر ذراعا ، مكتوب عليها
بالحبر : (أذن
للذينيقاتلون بأنّهم ظلموا
وإن الله على نصرهم لقدير)[٣] فأمر أبو مسلم غلامه أرقم ، ان يتحول بكلّ لون من
الثياب ، فلما لبس السواد ، قال : معه
هيبة ، فاختاره خلافا لبني أمية ، وهيبة للناظر ، وكانوا يقولون : هذا
السواد حداد آل محمّد ( عليهم السلام ) ، وشهداء كربلا ، وزيد ، ويحيى.
وقال ابن فهد
في التحصين [٤] : قيل لراهب رئي عليه مدرعة شعر
سوداء : ما الذي حملك على لبس السواد؟ فقال : هو لباس
المحزونين ، وانا أكبرهم [٥] ، فقيل : له ومن اي شيء أنت محزون؟
قال : لأني أصبت في نفسي ، وذلك اني قتلتها في معركة الذنوب ، فأنا
حزين عليها ، ثم أسبل دمعه ، القصة.