اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 3 صفحة : 110
أوقات : أول ، وأوسط ، وآخر ، فأول الوقت رضوان الله ، وأوسطه
عفو الله ، وآخره غفران الله ، وأول الوقت أفضله ، وليس لاحد ان
يأخذ آخر الوقت وقتا ، وإنما جعل آخر الوقت للمريض والمعتل وللمسافر ».
وقال ( عليه
السلام ) في موضع آخر [١] : « وجاء ان لكل صلاة
وقتين : أول وآخر ، كما ذكرناه في أول الباب ، وأول الوقت أفضلهما ، وإنما جعل آخر الوقت للمعلول ، فصار آخر الوقت رخصة للضعيف
لحال علته ونفسه وماله ، وهي رحمة للقوي الفارغ ، لعلة الضعيف
والمعلول ، وذلك أن الله فرض الفرائض على أضعف القوم قوة ، ليسعى فيها الضعيف والقوي ، كما قال تبارك وتعالى : (فما استيسرمن الهدي)[٢] وقال : (فاتقوا الله ما استطعتم)[٣] فاستوى الضعيف
الذي لا يقدر على أكثر من شاة ، والقوي الذي يقدر على أكثر من
شاة ، إلى أكثر القدرة في الفرائض ، وذلك لئلا تختلف الفرائض ، ولا
تقام على حد ، وقد فرض الله تبارك وتعالى على الضعيف ما فرض على
القوي ، ولا يفرق عند ذلك بين القوي والضعيف ، فلما إن لم يجز ان
يفرض على الضعيف المعلول ، فرض القوي الذي هو غير معلول ، ولم
يجز ان يفرض على القوي غير فرض الضعيف ، فيكون الفرض
مجهولاً ، ثبت الفرض عند ذلك على أضعف القوم ، ليستوي فيها القوي الضعيف ، رحمة من
الله للضعيف لعلته في نفسه ، ورحمة منه للقوي لعلة الضعيف ، ويستتم الفرض المعروف
المستقيم ، عند القوي والضعيف ».