اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 13 صفحة : 134
فيما لا يتهيّأ لي الخلاص منه ، وخرجت منه هارباً إلى مكّة ، فلمّا قضيت حجّي
جعلت طريقي [١] المدينة ، فدخلت على الصادق (عليه السلام) فقلت له : يا
سيدي ، إنّه ولّي بلدي فلان بن فلان ، وبلغني أنّه يومئ إليكم ، ويتولاكم أهل
البيت ، وقد بلغني أمره ، فخشيت أن ألقاه ، مخافة أن لا يكون ما بلغني حقّاً ،
ويكون فيه خروج ملكي وزوال نعمتي ، فخرجت [٢] منه إلى الله تعالى واليكم ،
فقال : «لا بأس عليك» وكتب رقعة صغيرة : «بسم الله الرحمن الرحيم ، إنّ لله
في ظل عرشه ظلالاً لا يملكها [٣] إلّا من نفس عن أخيه المؤمن كربة ، أو أعانه
بنفسه ، [٤] أو صنع إليه معروفاً ولو بشق تمرة ، وهذا أخوك ،
والسلام» ، ثم
ختمها [٥] ودفعها إليّ ، وأمرني أن أوصلها إليه ، فلمّا رجعت إلى بلدي صرت ليلاً
إلى منزله ، فاستأذنت عليه وقلت : رسول الصادق (عليه السلام) بالباب ، فإذا أنا
به قد خرج إليّ حافياً فلمّا (بصر بي) [٦] سلّم عليّ [٧] وقبّل ما بين عيني ، ثم
قال : يا سيدي ، أنت رسول مولاي ، قلت : نعم ، قال : فداك عيني ان كنت
صادقاً ، فأخذ بيدي فقال لي : [يا] [٨] سيدي ، كيف خلفت مولاي؟ قلت :
بخير ، قال : الله ، قلت : والله ، حتّى أعادها إليّ ثلاثاً ، ثم ناولته الرقعة
فقرأها
وقبّلها ووضعها على عينيه ، ثم قال : يا أخي ، مر بأمرك ، قلت : عليّ في
جريدتك كذا وكذا ألف درهم ، وفيه عطبي وهلاكي ، فدعا بالجريدة فمحا عني
كل [٩] ما كان فيها ، وأعطاني براءة منها ، ثم دعا بصناديق ماله فناصفني عليها ،