اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 12 صفحة : 290
النعمان الأحول قال : قال لي الصادق عليه السلام : «إنّ الله عزّ وجلّ قد
عير
أقواماً في القرآن بالإذاعة» فقلت له : جعلت فداك ، أين؟ قال : قال : «قوله
(وإذا جاءهم امر من
الامن أو الخوف أذاعوا به)[١].
ثم قال :
المذيع علينا سرنا كالشاهر بسيفه علينا ، رحم الله عبداً سمع
بمكنون علمنا ، فدفنه تحت قدميه.
يا بن النعمان
، إنّي لأحدث الرجل منكم بحديث ، فيتحدث به عني ،
فاستحل بذلك لعنته والبراءة منه ، فإنّ أبي كان يقول : وأي شيء أقر للعين من التقية!
إنّ التقية جُنّة المؤمن ، ولولا التقية ما عبد الله ، وقال الله عزّ وجلّ : (لا يتخذ المؤمنون)[٢]. الآية.
يا بن النعمان
، إنّ المذيع ليس كقاتلنا بسيفه ، بل هو أعظم وزراً ، بل هو
أعظم وزراً ، بل هو أعظم وزراً [٣] ، يا بن النعمان ، إنّ العالم لا يقدر أن يخبرك
بكل ما يعلم ، لأنّه سر الله الذي اسره إلى جبرئيل ، وأسره جبرئيل إلى محمّد صلى
الله عليه وآله ، وأسره محمّد صلّى الله عليه وآله إلى علي ، وأسره علي عليه
السلام
إلى الحسن ، وأسره الحسن عليه السلام إلى الحسين ، وأسره الحسين عليه السلام
إلى علي ، وأسره علي عليه السلام إلى محمّد ، وأسره محمّد عليه السلام إلى من
اسره عليه السلام ، فلا تعجلوا ، فوالله لقد قرب هذا الأمر ثلاث مرات ،
فأذعتموه فأخره الله ، والله ما لكم سر إلّا وعدوكم أعلم به منكم [٤].
يا بن النعمان
، ابق على نفسك ، فقد عصيتني ، لا تذع سري ، فإنّ
المغيرة بن سعد كذب على أبي وأذاع سره ، فأذاقه الله حر الحديد ، وإنّ أبا
الخطاب كذب عليّ وأذاع سري ، فأذاقه الله حر الحديد ، ومن كتم أمرنا زينه الله