responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري    الجزء : 10  صفحة : 41

كفى تقصيره بشفاعته وإن كان من الكافرين خفف من عذابه بقدر إحسانه إليه.

وكأني بشيعتنا هؤلاء يطيرون في تلك العرصات كالصقورة والبزاة فينقضون على من أحسن في الدنيا إليهم انقضاض البزاة والصقورة على اللحوم تتلقّفها وتحفظها ، فكذلك يلتقطون من شدائد العرصات من كان أحسن إليهم في الدنيا فيرفعونهم إلى جنّات النعيم.

قال رجل لعليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) : يا ابن رسول الله إنّا إذا وقفنا بعرفات وبمنى ذكرنا الله ومجّدناه ، وصلّينا على محمّد وآله الطيبين ، وذكرنا آباءنا أيضاً بمآثرهم ومناقبهم وشريف أعمالهم ، نريد بذلك قضاء حقوقهم ، فقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : أولا أُنبئكم بما هو أبلغ في قضاء الحقوق من ذلك؟ قالوا : بلى يا ابن رسول الله ، قال : أفضل من ذلك أن تجددوا على أنفسكم ذكر توحيد الله ، والشهادة به ، وذكر محمّد رسول الله والشهادة له [٣] بأنه سيّد المرسلين ، [وذكر] [٤] علي ولي الله ، والشهادة له بأنّه سيّد الوصيين ، وذكر الأئمّة الطاهرين من آل محمّد الطيبين بأنّهم عباد الله المخلصين ، إنّ الله عزّ وجلّ إذا كان عشية عرفة وضحوة يوم منى ، باهى كرام ملائكته بالواقفين بعرفات ومنى ، وقال لهم : هؤلاء عبادي وإمائي حضروني هاهنا من البلاد السحيقة البعيدة ، شعثاً غبراً قد فارقوا شهواتهم ، وبلادهم ، وأوطانهم ، وأخدانهم ، ابتغاء مرضاتي ، ألا فانظروا إلى قلوبهم وما فيها ، فقد قوّيت أبصاركم يا ملائكتي على الاطلاع عليها.

قال : فيطلع الملائكة على القلوب فيقولون : يا ربنا اطلعنا عليها وبعضها سود مدلهمّة يرتفع عنها دخان كدخان جهنّم ، فيقول الله :


، ٤) أثبتناه من المصدر.

اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري    الجزء : 10  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست