اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 10 صفحة : 295
فتعال ، فانصرفت وجئت إلى شاطئ الفرات ، حتّى إذا طلع الفجر
اغتسلت وجئت ودخلت فلم أر عنده أحداً ، فصليت عنده الفجر وخرجت إلى الكوفة.
[١٢٠٤٦] ٢ ـ الشيخ
محمّد بن المشهدي في المزار : بإسناده إلى الأعمش
قال : كنت نازلا بالكوفة ، وكان لي جار كثيراً ما كنت اقعد إليه ،
وكانت ليلة الجمعة ، فقلت له : ما تقول في زيارة الحسين
( عليه السلام )؟ فقال لي : بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في
النار ، فقمت من بين يديه وأنا ممتلئ غضباً ، وقلت : إذا كان السحر
أتيته وحدثته من فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ما يسخن الله به
عينيه ، قال : فأتيته وقرعت عليه الباب ، فإذا أنا بصوت من وراء
الباب : إنّه قد قصد الزيارة في أول الليل ، فخرجت مسرعاً فأتيت الحير ،
فإذا أنا بالشيخ ساجد لا يملّ من السجود والركوع ، فقلت له : بالأمس
تقول لي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، واليوم تزوره!
فقال لي : يا سليمان لا تلمني ، فإني ما كنت أثبت لأهل هذا البيت
إمامة ، حتّى إذا كانت ليلتي هذه ، رأيت رؤيا أرعبتني ، فقلت ، ما
رأيت أيّها الشيخ؟ قال : رأيت رجلاً لا بالطويل الشاهق ولا بالقصير
اللّاصق ، لا أحسن أصفه من حسنه وبهائه ، ومعه أقوام يحفّونه حفيفاً
ويزفونه زفّاً ، بين يديه فارس على فرس ذنوب [١] ، على رأسه تاج للتاج
أربعة أركان ، في كلّ ركن جوهرة تضئ مسيرة ثلاثة أيّام ، فقلت :
من هذا؟ فقالوا : هذا محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب ( صلّى الله عليه
وآله ) ، فقلت : والاخر ، فقالوا : وصيّه علي بن أبي طالب
٢ ـ مزار المشهدي ص
٤٦١ ، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٨ ح ٢٦.
[١] الذّنوب : الفرس الطويل
الذنب أو الوافر شعر الذنب ( لسان العرب ( ذنب ) ج ١ ص ٣٩٠ ).
اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 10 صفحة : 295