اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 1 صفحة : 267
المستراح مستراحا لاستراحة النفس من أثقال
النجاسات واستفراغ الكثيفات ، والقذر فيها ، والمؤمن يعتبر عندها أن الخالص
من طعام الدنيا كذلك تصير عاقبتها فيستريح بالعدول عنها وتركها ، ويفرغ
نفسه وقلبه عن شغلها ، ويستنكف عن جمعها وأخذها استنكافه عن النجاسة
والغائط والقذر ، ويتفكر في نفسه المكرمة في حال كيف تصير ذليلة في حال ،
ويعلم ان التمسك بالقناعة والتقوى يورث له راحة الدارين ، فان الراحة في
هوان الدنيا والفراغ [١] من التمتع بها وفي ازالة النجاسة من الحرام والشبهة.
فيغلق عن نفسه
باب الكبر بعد معرفته اياها ، ويفر من الذنوب ، ويفتح باب التواضع والندم
والحياء ، ويجتهد في أداء أوامره واجتناب نواهيه طلبا لحسن المآب وطيب
الزلفى ، ويسجن نفسه في سجن الخوف والصبر ، والكف عن الشهوات الى أن يتصل
بأمان الله تعالى في دار القرار ، ويذوق طعم رضاه فان المعول على ذلك وما
عداه فلا شيء.
وتقدم عن فلاح
السائل [٢] : قول الصادق ( عليه
السلام ) : ان ملكا موكلا بالعباد ، اذا قضى احدهم الحاجة قلب عنقه فيقول :
يا ابن آدم ، ألا تنظر الى ما خرج من جوفك فلا تدخله الاّ طيبا ، وفرجك
فلا تدخله في حرام.
٥٥٨ / ٢ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، انه قال في ذكر آداب الخلوة : فاذا نظر الى حدثه [١]