responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عوالي اللئالي المؤلف : ابن أبي جمهور    الجزء : 4  صفحة : 84
(93) وروي عن الرضا (عليه السلام) انه قال: (قبر أبي ببغداد امان لاهل الجانبين) [1]. (94) وروى الشيخ المفيد عن ابن قولويه مرفوعا الى ابي عبد الله (عليه السلام)، وقد سأله سائل عن زيارتهم بعد موتهم ؟ فقال (عليه السلام): (ما من نبي أو امام يموت في شرق الارض أو غربها الا رفع الله روحه وجسده الى السماء، فقال: وكيف ؟ ولابد من دفن اجسادهم ؟ فقال (عليه السلام): نعم، ولكن لا تلبث بعد دفنها في الارض = تزور العرش وتلوذ به وتطوف حول عرشه، كما يقول الناس: نحج بيت الله ونزور الله، لا أن الله عزوجل موصوف بمكان، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وأقول: يحتمل وجها آخر. وهو ان العرش كناية عن القرب الى الله الذى لا نهاية وراءه في مرتبة القرب المعنوي، كما ان العرش الصوري لا نهاية وراءه من الاجسام، لانه المحيط بالكل، والكل ينتهى إليه، فشبه تلك المرتبة بالعرش، فجعل هذا الزائر في مرتبة القرب كمن وصل الى مرتبة العرش الذى هو أعلى الاجسام وأشرفها، فكان هذا الزائر صار في أشرف المراتب وأعلاها، فصار قربه الى الحق قربا عاليا كعلو العرش. ويحتمل أن يراد بالعرش هنا الملك، ويصير المعنى، ان الزائر يصير عند الله في مرتبة من استولى على ملك الله فكان مع الله في عرشه، أي في ملكه، بمعنى ان نهاية قربه الى الله تعالى أوجب له التخلق والتشرف بأخلاق الحق حتى صار له من التصرف والتأثير في ملك الله تعالى بفيض الله تعالى عليه، مثل ما للحق تعالى في ملكه (معه).

[1] لم نظفر على حديث بهذه العبارة ومثله ما رواه في التهذيب ج 6 / 30، باب فضل زيارته (عليه السلام)، حديث: 5، ولفظه: (عن الرضا (عليه السلام) قال: ان الله نجا بغداد بمكان قبور الحسينيين فيها). وما رواه في المناقب، ج 4 / 329، من قوله (عليه السلام): ان الله نجا بغداد بمكان قبر أبى الحسن (عليه السلام). ويدل عليها ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات، الباب التاسع والتسعون، حديث: 10، ففيه: (ودخل رجل فسلم عليه وجلس وذكر بغداد ورداءة أهلها وما يتوقع أن ينزل بهم من الخسف والصيحة والصواعق وعدد من ذلك أشياء، فسمعت أبا الحسن (عليه السلام) وهو يقول: أما أبو الحسن فلا) وقال بعض شراح الاحاديث: أي ما دام أبو الحسن فيهم، فهم ببركة مشهده الشريف في أمن مما ذكر.
اسم الکتاب : عوالي اللئالي المؤلف : ابن أبي جمهور    الجزء : 4  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست