اسم الکتاب : روضة الواعظين و بصيرة المتعظين( ط- القديمة) المؤلف : الفتّال النيشابوري، ابو علي الجزء : 2 صفحة : 312
فصل في ذكر فضائل الأذان
قال الله تعالى في سورة
المائدة وَ إِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَ لَعِباً
ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ. قال المفسرون كان الكفار يجتمعون في وقت
صلاة المؤمنين و يقولون صلوا لا صلوا ركعوا لا ركعوا سجدوا لا سجدوا على طريق
الاستهزاء فأنزل الله تعالى الآية. اعلم أن النداء على خمسة أوجه نداء الله و نداء
رسوله و نداء إسرافيل و نداء إبراهيم و نداء المؤذن. فأما نداء الله فقوله تعالى
في سورة التحريم يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ
تَوْبَةً نَصُوحاً. و أما نداء رسول الله ص قوله في سورة الأحقاف يا قَوْمَنا
أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ. و أما نداء إبراهيم ع قوله في سورة الحج وَ أَذِّنْ
فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا. و أما نداء إسرافيل ع قوله في سورة ق وَ اسْتَمِعْ
يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ و أما نداء المؤمنين
قوله وَ إِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ. قال الله تعالى في
سورة حم السجدة وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَ
عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.