responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضة الواعظين و بصيرة المتعظين( ط- القديمة) المؤلف : الفتّال النيشابوري، ابو علي    الجزء : 1  صفحة : 201

لَا يَسْتَطِيعُ جَوَادٌ بُعْدَ غَايَتِهِمْ‌

وَ لَا يُدَانِيهِمْ قَوْمٌ وَ إِنْ كَرُمُوا

هُمُ الغُيُوثُ إِذَا مَا أَزْمَةٌ أَزَمَتْ‌

وَ الْأُسُدُ أُسُدُ الشَّرَى وَ الْبَأْسُ مُحْتَدِمٌ‌

يَأْبَى لَهُمْ أَنْ يَحُلَّ الذَّمُّ سَاحَتَهُمْ‌

خِيمٌ كَرِيمٌ وَ أَيْدٍ بِالنَّدَى هُضُمٌ‌

لَا يَنْقُصُ الْعُسْرُ بَسْطاً مِنْ أَكُفِّهِمْ‌

سِيَّانِ ذَلِكَ إِنْ أَثْرَوْا وَ إِنْ عَدِمُوا

أَيُّ الْخَلَائِقِ لَيْسَتْ فِي رِقَابِهِمْ‌

لِأَوْلَوِيَّةِ هَذَا أَوْ لَهُ نِعَمٌ‌

مَنْ يَعْرِفِ اللَّهَ يَعْرِفْ أَوَّلِيَّةَ ذَا

فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هَذَا نَالَهُ الْأُمَمُ.

قَالَ فَغَضِبَ هِشَامٌ وَ أَمَرَ بِحَبْسِ الْفَرَزْدَقِ فَحُبِسَ بِعُسْفَانَ بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ع فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. وَ قَالَ أَعْذِرْنَا يَا أَبَا فِرَاسٍ فَلَوْ كَانَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ هَذَا لَوَصَلْنَاكَ بِهِ فَرَدَّهَا وَ قَالَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا قُلْتُ الَّذِي قُلْتُ إِلَّا لِرِضَا اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَا كُنْتُ لِآخُذَ شَيْئاً فَرَدَّهَا إِلَيْهِ وَ قَالَ بِحَقِّي عَلَيْكَ لَمَّا قَبِلْتَهَا فَقَدْ رَأَى اللَّهُ مَكَانَكَ وَ عَلِمَ نِيَّتَكَ فَقَبِلَهَا فَجَعَلَ الْفَرَزْدَقُ يَهْجُو هِشَاماً وَ هُوَ فِي الْحَبْسِ فَكَانَ مِمَّا هَجَا بِهِ قَوْلُهُ‌

أَ تَحْبِسُنِي بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَ الَّتِي‌

إِلَيْهَا قُلُوبُ النَّاسِ يَهْوِي مُنِيبُهَا

يُقَلِّبُ رَأْساً لَمْ يَكُنْ رَأْسَ سَيِّدٍ

وَ عَيْنٌ لَهُ حَوْلَاءُ بَادَ عُيُوبُهَا.

فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَأَخْرَجَهُ.

وَ كَانَ مَوْلِدُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ يُقَالُ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِتِسْعٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ يُقَالُ سَنَةَ سِتٍّ وَ ثَلَاثِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ فَبَقِيَ مَعَ جَدِّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع سَنَتَيْنِ وَ مَعَ عَمِّهِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَ مَعَ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ ثَلَاثاً وَ عِشْرِينَ سَنَةً وَ بَعْدَ أَبِيهِ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ السَّبْتِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيَتْ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ لَهُ يَوْمَئِذٍ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً وَ كَانَتْ إِمَامَتُهُ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً. وَ أُمُّهُ شَاهْ‌زَنَانُ بِنْتُ يَزْدَجَرْدَ بْنِ شَهْرِيَارَ بْنِ كِسْرَى وَ يُقَالُ إِنَّ اسْمَهَا كَانَ شَهْرَبَانُوَيْهِ وَ يُقَالُ شَاهْ‌زَنَانُ بِنْتُ شِيرَوَيْهِ بْنِ كِسْرَى أَبَرْوِيزَ. وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَلَّى حُرَيْثَ بْنَ جَابِرٍ الْحَنَفِيَّ جَانِباً مِنَ الْمَشْرِقِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِنْتَيْ يَزْدَجَرْدَ بْنِ شَهْرِيَارَ بْنِ كِسْرَى فَنَحَلَ ابْنَهُ الْحُسَيْنَ ع شَاهْ‌زَنَانَ مِنْهُمَا فَأَوْلَدَهَا زَيْنَ الْعَابِدِينَ ع وَ نَحَلَ الْأُخْرَى مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَوَلَدَتْ لَهُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَهُمَا ابْنَا خَالَةٍ.

اسم الکتاب : روضة الواعظين و بصيرة المتعظين( ط- القديمة) المؤلف : الفتّال النيشابوري، ابو علي    الجزء : 1  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست