responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 97  صفحة : 352

والقبيح ، ودع المراء ، وأذى الخادم ، وليكن عليك وقار الصيام ولا تجعل يوم صومك يوم فطرك.

ورأيت في أصل من كتب أصحابنا قال : وسمعت أبا جعفر 7 يقول : إن الكذبة ليفطر الصيام ، والنظرة بعد النظرة ، والظلم كله قليله وكثيره.

ومن كتاب علي بن عبدالواحد النهدي رحمه الله باسناده إلى عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : ليس الصيام من الطعام و الشراب أن لا يأكل الانسان ولا يشرب ، فقط ، ولكن إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك وبطنك وفرجك ، واحفظ يدك وفرجك وأكثر السكوت إلا من خير ، وارفق بخادمك.

ومن كتاب النهدي باسناده إلى أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 قال : قال رسول الله 9 : أيسر ما افترض الله على الصائم في صيامه ترك الطعام والشراب.

أقول : فانظر قول النبي 9 : إن أيسر واجبات الصوم ترك المطعوم والمشروب ورأيت أهمه ترك ذلك ، ففارقت سبيل علام الغيوب.

أقول : والاخبار كثيرة في هذه الباب ، فينبغي لذوي الالباب حيث قد عرفوا أن صوم الجوارح وصونها عن السيئات من جملة المهمات ، أن يراعوا جوارحهم مراعاة الراعي الشفيق على رعيته ، وأن يحفظوها من كل ما يفطرها ويخرجها من قبول عبادته ، وإلا فليعلم كل من كان عارفا بشروط كمال الصيام ، ورضي لنفسه بالاهمال أنه مستخف بصومه ، ومخاطر بما يتعقب فيه من الاعمال ، وليكن على خاطره أن سقم الغفلة والذنوب يطوف حول أعماله ، ويحاول أن يحول بينه وبين مالك إقباله ، فيمسي في صيامه في كثير من الاوقات ، وقلبه قد أفطر في الجنايات [ الجهالات ] والغفلات ، ولسانه قد أفطر بالكلام بالغيبة أو بمعونة على ظلم أو تعمد إثم ، وبما لا يليق بالمراقبات ، وعينه قد أفطرت بالنظر إلى ما لا يحل عليه أو بالغفلة عن مراعاة المنعم الذي يتواصل إحسانه إليه ، وسمعه قد أفطر بسماع ما لا يجوز الاصغاء إليه ، ويده قد أفطرت باستعمالها فيما لم يخلق لاجله ، وقدمه

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 97  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست