responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 91  صفحة : 31

ولا تمدوا أعينكم فيها إلى ما متع به المترفون ، وأضروا فيها بأنفسكم فان ذلك أخف للحساب وأقرب من النجاة.

ألا وان الدنيا قد تنكرت وأدبرت وآذنت بوداع ، ألا وان الاخرة قد أقبلت وأشرفت ونادت باطلاع ، ألا ان المضمار اليوم وغدا السباق ، ألا ان السبقة الجنة والغاية النار ، أفلا تائب من خطيئته قبل هجوم منيته ، أولا عامل لنفسه قبل يوم فقره وبؤسه ، جعلنا الله واياكم ممن يخافه ويرجوا ثوابه.

ألا وان هذا اليوم يوم جعله الله عيدا وجعلكم له أهلا ، فاذكروا الله يذكركم وكبروه وعظموه وسبحوه ومجدوه وادعوه يستجب لكم ، واستغفروه يغفر لكم وتضرعوا وابتهلوا وتوبوا وأنيبوا وأدوا فطرتكم فانها سنة نبيكم ، وفريضة واجبة من ربكم ، فليخرجها كل امرئ منكم عن نفسه وعن عياله كلهم ، ذكرهم وانثاهم صغيرهم وكبيرهم وحرهم ومملوكهم ، يخرج عن كل واحد منهم صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو نصف صاع من بر [١] من طيب كسبه طيبة بذلك نفسه.

عباد الله! وتعاونوا على البر والتقوى ، وتراحموا وتعاطفوا وأدوا فرائض الله عليكم فيما أمركم به من إقامة الصلوات المكتوبات ، وأداء الزكواة ، وصيام شهر رمضان ، وحج البيت الحرام ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والاحسان إلى نسائكم وما ملكت أيمانكم ، واتقوا الله فيما نهاكم عنه ، وأطيعوه في اجتناب قذف المحصنات ، وإتيان الفواحش ، وشرب الخمر ، وبخس المكيال ، ونقص الميزان ، وشهادة الزور ، والفرار من الزحف ، عصمنا الله واياكم بالتقوى ، وجعل الاخرة خيرا لنا ولكم من هذه الدنيا.

ان أحسن الحديث وأبلغ الموعظة كلام الله تعالى ، أعوذ بالله من الشيطان


[١]في الفقيه ج ١ ص ٣٢٧ « عن كل انسان منهم صاعا من برأ وصاعا من تمر أوصاعا من شعير » وهو المذهب ، وأما تقدير نصف صاع من البر بصاع من شعير ، فهو من بدع معاوية أو عثمان على ما تراه في كتاب الزكاة ج ٩٦ ص ١٠٥ ١١٠.
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 91  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست