responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 90  صفحة : 347

فرجا ثوابه وخاف عقابه ، وقيل : ذكر الله عند دخوله في الصلاة بالتكبير وقيل بقراءة البسملة.


[١]كما في رواية ابن عباس.

وقال عزوجل « انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فانما يتزكى لنفسه » فاطر : ١٨ وهى من السور النازلة بمكة ، فقوله : « ومن تزكى » الخ يعادل قوله عزوجل « وآتوا الزكاة » كأنه قال : « وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ».

على حد سائر الايات.

على أن قوله عزوجل في سورة الاعلى : « بل تؤثرون الحيوة الدنيا والاخرة خير وأبقى » عقيب قوله : « قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى » نص صريح في أن المراد بالتزكية هنا انفاق المال المعبر عنه بالزكاة ، ولو لا ذلك لم يكن لهذا الاضراب « بل تؤثرون الحيوة الدنيا » مجال أبدا.

وأما الوجه في تقديم ذكر الزكاة على الصلاة والحال أنها متأخرة عن الصلاة كما في غير واحد من الايات ، فهو أن الفلاح انما هو بالايمان الواقعى وتسليم النفس خاشعا لاوامر الله عزوجل ، ولا يظهر ذلك الا بالتزكية تزكية الاموال ـ حيث زين لهم الشيطان حبها ، ولذلك يصعب عليهم انفاق المال في سبيل الله ، وأما الصلاة فليست بهذه المثابة من حيث الكشف عن الايمان ، فكثيرا ما نرى الناس يصلون الصلوات الكثيرة ولا ينفقون في سبيل الله الا القليل من القليل.

فكأنه قال عزوجل : ما أفلح من ذكر اسم ربه فصلى فقط ، وانما أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ، لكنكم تؤثرون الحيوة الدنيا تصلو من دون أن تتزكون ، والحال أن ما عندكم ينفد وما عند الله باق ، والاخرة خير وأبقى.

فالقول بأن السورة أو الايات الاخيرة في ذيلها نزلت بالمدينة والمراد بالزكاة زكاة الفطر ، وبالصلاة صلاة العيد بعدها ، فعلى غير محله ، خصوصا بقرينة قوله عزوجل « بل تؤثرون الحيوة الدنيا » وليس يصح أن يخاطب بذلك المؤمنون في صاع فطرة يسيرة تافهة يخرجونها في عام مرة واحدة.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 90  صفحة : 347
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست