responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 85  صفحة : 221

الذي خولته إياه ، وتجبر وافتخر بعلو حاله الذي نولته ، وغره إملاؤك له ، وأطغاه حلمك عنه ، فقصدني بمكروه عجزت عن الصبر عليه ، وتعمدني بشر ضعفت عن احتماله ولم أقدر على الانتصاف منه لضعفي ، ولا على الانتصار لقلتي ، فوكلت أمره إليك ، و توكلت في شأنه عليك ، وتوعدته بعقوبتك ، وحذرته ببطشك ، وخوفته نقمتك ، فظن أن حلمك عنه من ضعف ، وحسب أن إملاءك له عن عجز ، ولم تنهه واحدة عن اخرى ، ولا انزجر عن ثانية باولى.

لكنه تمادى في غيه ، وتتابع في ظلمه ، ولج في عدوانه ، واستثرى في طغيانه جرأة عليك ، يا سيدي ومولاي ، وتعرضا لسخطك الذي لاترده عن الظالمين ، وقلة اكتراث ببأسك الذي لاتحبسه عن الباغين.

فها أنا ذايا سيدي مستضعف في يده [ يه ] مستضام تحت سلطانه ، مستذل بفنائه ، مغلوب مبغي على مرعوب وجل خائف مروع مقهور ، قدقل صبري ، وضاعت حيلتي وانغلقت على المذاهب إلا إليك ، وانسدت عني الجهات إلا جهتك ، والتبست على اموري في دفع مكروهه عني ، واشتبهت على الاراء في إزالة ظلمه ، وخذلني من استنصرته من خلقك ، وأسلمني من تعلقت به من عبادك.

فاستشرت نصيحي فأشار على بالرغبة إليك ، واسترشدت دليلي فلم يدلني إلا عليك ، فرجعت إليك يا مولاي ساغرا راغما مستكينا عالما أنه لافرج لي إلا عندك ولاخلاص لي إلا بك ، أنتجز وعدك في نصرتي ، وإجابة دعائي ، لان قولك الحق الذي لايرد ولايبدل ، وقد قلت تباركت وتعاليت ( ومن بغي عليه لينصرنه الله ) وقلت جل ثناؤك وتقدست أسماؤك ( ادعوني أستجب لكم ).

فأنا فاعل ما أمرتني به لامنا عليك ، وكيف أمن به وأنت عليه دللتني ، فاستجب لي كما وعدتني ، يامن لايخلف الميعاد. وإني لاعلم يا سيدي أن لك يوما تنتقم فيه من الظالم للمظلوم ، وأتيقن أن لك وقتا تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب لانه لايسبقك معاند ولايخرج من قبضتك منابذ ، ولاتخاف فوت فائت ، ولكن جزعى وهلعي لايبلغان الصبر على أناتك وانتظار حلمك ، فقدرتك يا سيدي فوق

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 85  صفحة : 221
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست