responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 79  صفحة : 284

يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ».

فالايات الشريفة بنفسها تنص على أن الجن كانوا يعملون التماثيل في بناء البيت المقدس ، ولا معنى لاستعمالها في البيت الا كما ذكرناه ، وهو المعهود من بناء السلاطين بعده ، والروايات الواردة في ذلك ، تؤيد هذا المعنى أيضا.

وأما أنه كيف جاز عمل الصور؟

فالمسلم من الايات الشريفة التى تبحث عن ذلك ، أن التماثيل اذا نصبت للعبادة وعكف الناس على عبادتها وخلقوا لذلك افكا ، فهى صنم ووثن ، كما عرفت في قوله تعالى « ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون » وقوله بعده « تالله لاكيدن اصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا » فان كانت التماثيل منصوبة للعابة ، يجب كسرها متابعة لابراهيم خليل الله وان كانت أعيانها مملوكة للغير ، منصوبة في بيت لهم ، وانما يذكره الله عزوجل ويطرى على فعله ذلك لانه مرضى الله عزوجل مطلوب له من العباد ، فاذا وجب كسرها ـ وان كانت اعيانها مملوكة للغير ـ فالمنع من نحتها وعملها أيضا واجب ضرورى.

وما روى عن النبى 9 كان يأمر سراياه بأن يكسروا التماثيل ويحمو نقوشها من المعابد ، وجهه أن التماثيل الموجودة عند العرب لم تكن منصوبة الا للعبادة ، فكان الواجب كسرها لمن ظفر عليها.

وأما نحتها وتصويرها لا للعبادة ، كما فعل ذلك سليمان بن داود عليه‌السلام فجعلها في خدمة بيت الله المقدس ، ومعرض الهوان والذل والعبودية لله عزوجل بعدما كانت تعمل عند الوثنيين للعبادة ويألهون اليها في حوائجهم ، فقد كان أمرا مستحسنا مرضيا لله عزوجل والالم يقبله الله عزوجل شكرا لما أنعم عليه من الملك ، ولم يأمر به في قوله : « اعملوا آل داود شكرا » ولم يمدحه بقوله : « وقليل من عبادى الشكور ».

فمن فعل كما فعل ابراهيم الخليل بالتماثيل المنصوبة للعبادة ، ففعله ممدوح :

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 79  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست