responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 78  صفحة : 163

ذلك ولكن أعرض نفسك على [ مافي ] كتاب الله ، فإن كنت سالكا سبيله ، زاهدا في تزهيده ، راغبا في ترغيبه ، خائفا من تخويفه فاثبت وأبشر ، فإنه لا يضرك ما قيل فيك. وإن كنت مبائنا للقرآن فماذا الذي يغرك من نفسك. إن المؤمن معنى بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها فمرة يقيم أودها [١] ويخالف هواها في محبة الله ، ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش [٢] ويقيل الله عثرته فيتذكر ، ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف ، وذلك بأن الله يقول : «إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون [٣]».

يا جابر استكثر لنفسك من الله قليل الرزق تخلصا إلى الشكر ، واستقلل من نفسك كثير الطاعة لله إزراء على النفس [٤] وتعرضا للعفو ، وادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم ، واستعمل حاضر العلم بخالص العمل ، وتحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ ، واستجلب شدة التيقظ بصدق الخوف ، و احذر خفي التزين [٥] بحاضر الحياة ، وتوق مجازفة الهوى بدلالة العقل [٦] وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم ، واستبق خالص الاعمال ليوم الجزاء ، وانزل ساحة


[١]الاود ـ محركة ـ : العوج. وقد يأتى بمعنى القوة.
[٢]نعشه الله : رفعه وأقامه وتداركه من هلكة وسقطة. وينعش أى ينهض ـ وينشط.
[٣]سورة الاعراف : ٢٠٠. والطائف فاعل من طاف يطوف أى الخيال والوسوسة.
[٤]أزرى على النفس : عابها وعاتبها. ويحتمل أن يكون : ازدراء ـ من باب الافتعال ـ أى احتقارا واستخفافا.
[٥]وفى بعض النسخ «خفى الرين» أى الدنس.
[٦]جازف في كلامه : تكلم بدون تبصر وبلاروية. وجازف في البيع : بايعه بلاكيل ولا وزن ولا عدد ، وجازف بنفسه : خاطر بها.
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 78  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست