اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 58 صفحة : 377
أول شهور السنة عند أهل الحق شهر رمضان [١] وقال في علة اختصاص شهر رمضان بالصوم : وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، وفيها يفرق كل أمر حكيم وهو رأس السنة ، ويقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر ، أو مضرة أو منفعة أو رزق أو أجل ، ولذلك سميت ليلة القدر [٢].
وقال السيد بن طاووس ره في كتاب الاقبال : واعلم أني وجدت الروايات مختلفات في أنه هل أول السنة المحرم أو شهر رمضان ، لكنني رأيت من عمل من أدركته من علماء أصحابنا المعتبرين وكثيرا من تصانيف علمائهم الماضين أن أول السنة شهر رمضان على التعيين [٣] ولعل شهر الصيام أول العام في عبادات الاسلام ، والمحرم أول السنة في غير ذلك من التواريخ ومهام الانام ، لان الله جل جلاله عظم شهر رمضان فقال جل جلاله « شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان[٤]» فلسان حال هذا التعظيم كالشاهد لشهر رمضان بالتقديم ، ولانه لم يجر لشهر من شهور السنة ذكر باسمه في القرآن وتعظيم أمره إلا لهذه الشهر شهر الصيام ، وهذا الاختصاص بذكره كأنه ينبه و الله أعلم على تقديم أمره ، ولانه إذا كان أول السنة شهر الصيام وفيه ما قد اختص به من العبادات التي ليست في غيره من الشهور والايام ، فكان الاسنان قد استقبل أول السنة بذلك الاستعداد والاجتهاد ، فيرجى أن يكون باقي السنة جاريا على السداد والمراد ، وظاهر دلائل المعقول وكثير من المنقول أن ابتداءات الدخول في الاعمال ، هي أوقات التأهب والاستظهار لاوساطها وأواخرها على كل حال ولان فيه ليلة القدر التي يكتب فيها مقدار الآجال ، وإطلاق الآمال ، وذلك منبه على أن شهر الصيام هو أول السنة ، فكأنه فتح للعباد في أول [ دخولها ]