تفسير : « قالوا اطيرنا بك وبمن معك » أي تشأ منا بكم إذ تتابعت علينا الشدائد من القحط وغيره ، ووقع بيننا الافتراق بما اخترعتم من دينكم « قال طائركم » أي سببكم الذي جاء منه شركم « عندالله » وهو قضاؤه وقدره ، أوأعمالكم السيئة المكتوبة عنده « بل أنتم قوم تفتنون » أي تختبرون بتعاقب السراء والضراء وفيه دلالة على أنه لا أصل للطيرة ، وأن ما يقع من الخير والشر بقدر الله مترتبا على الاعمال الحسنة والسيئة ، كما قال : « وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم[٤]» قال صاحب الكشاف : كان الرجل يخرج مسافرا فيمر بطير فيزجره وإن مر سانحا تيمن ، وإن مر بارحا تشأم ، فلما نسبوا الخير والشر إلى الطائر استعير لما كان سببا للخير والشر وهو قدر الله وقسمته.
« إنا تطيرنا بكم » قال البيضاوي : تشأ منا بكم ، وذلك لاتسغرابهم ما ادعوه