responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 57  صفحة : 5

إذا قصده قصدا مستويا من غير أن يلوي على شئ. وقيل : استوى أي استولى وملك قال الشاعر :

قد استوى بشر على العراق

من غير سيف ودم مهراق

والمراد بالسماء الاجرام العلوية أو [١] جهات العلو كما قيل.

« فسويهن » أي عدلهن وخلقهن مصونة من العوج والفطور ، وقيل : « هن » ضمير السماء إن فسرت بالاجرام لانها جمع أوفي معنى الجمع ، وإلا فمبهم يفسره ما بعده كقولهم : ربه رجلا « سبع سماوات » بدل أو تفسير ، والسبع لا ينافي التسع التي أثبتوها أصحاب الارصاد ، إذالثامن والتاسع مسميان في لسان الشرع بالكرسي والعرش [٢]. « وهو بكل شئ عليم » قيل : فيه تعليل كأنه قال ولكونه عالما بتلك الاشياء كلها خلق ما خلق على هذا النمط الاكمل والوجه الانفع ، والاستدلال بأن من كان فعله على هذا النسق العجيب والترتيب الانيق كان عليما ، وتدل الآية على حدوث السماوات بل الارض أيضا كا سيأتي بيانه.

« الحمد لله الذي خلق السماوات والارض » أخبر بأنه تعالى حقيق بالحمد


[١]أى ( خ ل ).
[٢]غير خفى أن هذا التطيبق مبنى على الفرضية البطلميوسية في الهيئة وهى كون الافلاك الكلية تسعة وفيه جهات من الاشكال.

الاولى أن عدد الافلاك بناء على تلك الفرضية تسعة والسماوات سبع بالنص غير القابل للتأويل ، وتطبيق الثامن على الكرسى والعرش قول من غير دليل ، بل الدليل على خلافه كما سيجئ في معنى العرش والكرسى.

الثانية أن القرآن يجعل الكواكب كلها مصابيح للسماء الدنيا « وهى السماء الاولى ظاهرا » لا مثبتا فيها ولا في غيرها من السماوات بل يصرح بأنها تسبح في الفلك ، وأما على الفرض المذكور فمحل الثوابت هو الفك الثامن ومحل كل من السيارات التى ينحصر عددها في السبع على الفرض فلك من الافلاك المحوية وكلها مركوزة في الافلاك يستحيل عليها الانتقال وتغير الوضع إلا بتبع الافلاك.

الثالثة أن الفلك بمعناه المصطلح في الهيئة القديمة لا أثر منها في الخارج وقد استدل عليه علماء الهيئة الحديثة بدلائل متعددة. إلى غير ذلك.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 57  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست