responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 57  صفحة : 273

منها بشرط وجود سابقة ، ولا ينتهي إلى الوجوب القطعي البت الذي يكون تعالى موجبا له لذاته بدون شرط ، لانه عندهم أنه تعالى ليس بموجب تام لكل واحد من المعدات بل الحوادث مطلقا ، وتأثيره تعالى في كل منها موقوف على تأثيره في معد سابق عليه لاإلى نهاية فوجوب كل منها وجوب شرطي لا يجب حتى يجب سابقه والوجوب الشرطي غير كاف لتحقق واحد منها ، فإنه بمنزلة قضايا شرطية غير متناهية مقدم كل لاحق تال لسابقه ، فإنه ما لم ينته إلى وضع مقدم لم ينتج شيئا ولو توقف تأثير الواجب في كل حادث و إيجاده إياه على إيجاد حادث آخر ولم تجب لذاتها تلك الايجادات لكان يجوز للواجب ترك إيجاد الحوادث بالكلية ، و ما لم يمتنع هذا الاحتمال في نفس الامر لم يجب واحد منها في الواقع ، لان وجوب كل حادث إنما هو بشرط إيجاد حادث آخر ، وهكذا الكلام في ترك الايجاد رأسا وما لم يمتنع جميع أنحاء ارتفاعاته وعدماته في الوقع لم يجب وجوده [١].

وتوهم بعضهم أنه لا يمكن ارتفاع جميع الحوادث ، لاستلزامه ارتفاع الطبيعة القديمة المستندة بلاشرط إلى الواجب تعالى شأنه. وهو مردود بأنه لا يعقل استناد


[١]حاصل هذا الوجه أنه بناء على كون كل حادث مسبوقا بمعد وكون المعد مسبقوا بآخر وهكذا إلى غير النهاية يلزم عدم وجود حادث لا يتوقف على معد أصلا ، فكلما فرض حادث كان مسبوقا بمعدات متسلسلة غير متناهية ويتوقف وجوب وجود هذا الحادث عليها ، فاذن ليس شئ لا يتوقف على أمر سوى الواجب ، فيلزم اولا كون وجوب الوجود للحوادث شرطيا والوجوب الشرطى لا يوجب التحقق في الخارج ، وثانيا جواز ترك الايجاد بالكلية على الواجب ، لانه ليس شئ من الحوادث بنفسه مستعدا لقبول الوجود من الواجب بل بشرط وجود حادث قبله ، فله ان يترك الايجاد رأسا والجواب عن الاول انه بعد فرض وجود الشرط يصير الوجوب فعليا ، و التعليق غير موجود في الخارج بل الذى هو في الخارج ويحكى عنه بالقضية الشرطية هو نحو من الارتباط الوجودى ، ففى قولنا « ان كانت الشمس طالعة فالنهار موجود » لا يوجب اشتراط وجود النهار بطلوع الشمس وجوب وجود النهار ، لكن مع فرض طاءع الشمس لا محيص عن وجوب وجوده والخصم يفرض وجود الحوادث الغير المتناهية ومعه يصير وجوب الحادث فعليا. وان سئل عن حاله قبل وجود تلك المعدات اجاب بانه لا يمكن فرض حادث لا يكون قبله حوادث غير متناهية فكلما فرض حادث في زمان كانت قبله حوادث وازمنة غير متناهية وليست قبلها قبلية زمانية وعن الثانى بمنع الملازمة ومنيع بطلان التالى وهو واضح.
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 57  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست