responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 57  صفحة : 27

٣ ـ النهج : قال 7 : الحمد لله الدال على وجوده بخلقه ، وبمحدث خلقه على أزليته [١] ومنه [٢] قال 7 : الحمد لله خالق العباد ، وساطح المهاد ، ومسيل الوهاد ، ومخصب النجاد ، ليس لاوليته ابتداء ، ولا لازليته انقضاء ، هو الاول لم يزل ، والباقي بلا أجل إلى قوله 7 قبل كل غاية ومدة ، وكل إحصاء وعدة إلى قوله 7 لم يخلق الاشياء من اصول أزلية ، ولا من أوائل أبدية [٣] بل خلق ما خلق فأقام حده ، وصور ما صور فأحسن صورته [٤].


الزمان أمر موهوم منتزع عن ذاته ، مما لا يجدى شيئا ولا يسمن ولا يغنى من جوع. لان الزمان إن كان أمرا موهوما فلا يمكن تأثيره في الواقعيات وإناطة البحث الحقيقى به ، غاية الامر تسميته تعالى بالقديم الزمانى تسمية ليس وراءه حقيقه ولا تجاوز حد الاسم والوهم وإن كان أمرا واقعيا فلا يمكن انتزاعه من ذات البارئ سبحانه وإلا لتطرق التغير والحدوث إليها.

وأما آخرية الواجب فقيل بالاخرية الزمانة بمعنى أنه يفتى كل شئ إلا الواجب تعالى فيكون زمان ليس فيه غيره سبحانه ولما كان ظاهر هذا القول مخالفا لظواهر الكتاب والسنة من أبدية نشأة الاخرة وخلود أهلها فسر بفناء الموجودات قبل قيام الساعة! ولقائل أن يقول : هل يكون عند فناء جميع الموجودات زمان أولا؟ فان كان فلا يكون الواجب آخرا بالنسبة إلى نفس الزمان ، وإلا فلا يكون آخرا زمانيا ، على أنه تعالى يكون على هذا آخرا بالنسبة إلى الموجودات قبل قيام الساعة لا بعده وله توال فاسدة اخرى.

وحق القول أن الواجب تعالى محيط بجميع العوالم ، مهيمن على كافة الموجودات ، و يكون وجوده أوسع وأرفع من كل الوجودات ، بل هى بأسرها ظل وجوده وشعاع نوره تبارك وتعالى وليس لها استقلال أصلا ، فليس بين الوجودات الامكانية وبين وجوده السرمدى الواجب المحيط الغير المتناهى بل فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى نسبة. فأين المتناهى من غير المتناهى؟ وما للتراب ورب الارباب؟!

فكلما قويس وجود إمكانى إلى وجوده المتعالى كان من بين يديه ومن خليفة ، ومن فوقه ومن تحته ، ومن كل جهة من جهاته ، وكل شأن من شؤونه محدودا محاطا بوجوده تبارك و تعالى. فاذا لوحظ الجهة السابقة على الموجودات كان سبحانه هو الاول ، وإذا لوحظ الجهة اللاحقة كان هو الاخر ، وإذا لوحظ ظاهرها كان هو الباطن ، وإذا لوحظ باطنها كان هو الظاهر « هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم » « ألا إنه بكل شئ محيط ».
[١]نهج البلاغة ، ج ١ ، ص ٢٧٤.
[٢]في بعض النسخ : وفي خطبة.
[٣]سيأتى من المؤلف في بيان الخطبة أن في بعض النسخ « بدية ».
[٤]نهج البلاغة ، ج ١ ، ص ٣٠٠.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 57  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست