responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 57  صفحة : 258

لان الحادث في اليوم الاخير مسبوق بخمسة أيام فيكون منقطع الوجود في الماضي والموجود في اليوم الاول زمان وجوده أزيد على زمان الاخير بقدر متناه فالجميع متناهي الوجود حادث ، فيكون الزمان الموجود الذي يثبتونه أيضا متناهيا ، لانه عندهم مقدار حركة الفلك [١] وقد مر تأويل الابام وكيفية تقديرها في تفسير الآيات.

وإذا أحطت خبرا بما نقلنا من الآيات والاخبار المتواترة الصريحة فهل يجترى عاقل استشم رائحة من الدين أن يعرض عن جميع ذلك وينبذها وراء ظهره تقليدا للفلاسفة ، واتكالا على شبهاتهم الكاسدة ، ومذاهبهم الفاسدة؟! وستعرف أنها أوهن بيت العنكبوت ، بفضل الحي الذي لا يموت.

قال المحقق الدواني في انموذجه بعدما تكلم في شبهاتهم : لا يذهب عليك أنه إذا ظهر الخلل في دلائل قدم العالم وثبت بالتواتر وإخبار الانبياء الذين هم اصول البرايا وإجماع أهل الملل على ذلك وقد نطق به الوحي الالهي على وجه لا يقبل التأويل إلا بوجه بعيد تتنفر عنه الطبائع السليمة والاذهان المستقيمة فلا محيص عن اتباع الانبياء في ذلك والاخذ بقولهم كيف وأساطين الفلاسفة ينسبون أنفسهم إليهم وينسبون اصول مقالاتهم على ما يزعمون أنها مأخوذة منهم ، فإذن [٢] تقليد هؤلاء الاعاظم الذين اصطفاهم الله تعالى وبعثهم لتكميل العباد ، والارشاد إلى صلاح المعاش والمعاد ، وقد أذعن لكلامهم الفلاسفة أولى وأخرى من تقليد الفلاسفة الذين هم معترفون برجحان الانبياء : عليهم ، ويتبركون بالانتساب إليهم. ومن العجب العجاب أن بعض المتفلسفة يتمادون في غيهم ويقولون إن كلام الانبياء مؤول ولم يريدوا به ظاهره ، مع أنا نعلم أنه قد نطق القرآن المجيد في أكثر المطالب


[١]هذا بناء على كون الفلك راسما للزمان ، وأما على جواز ارتسام الزمان بحركة كل جسم فيحتاج إلى اثبات حدوث جميع الاجسام ومنها الماء الذى هو مادة خلق الارض والدخان الذى هو مادة السماوات.
[٢]في المخطوطة : فان.
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 57  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست