responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 57  صفحة : 252

وقال المحقق الدواني في انموذجه : وقد خالف في الحدوث الفلاسفة أهل الملل الثلاث ، فإن أهلها مجمعون على حدوثه بل لم يشذ من الحكم بحدوثه من أهل الملل مطلقا إلا بعض المجوس ، وأما الفلاسفة فالمشهور أنهم مجمعون على قدمه على التفصيل الآتي ، ونقل عن أفلاطون القول بحدوثه وقد أوله بعضهم بالحدوث الذاتي. ثم قال : فنقول : ذهب أهل الملل الثلاث إلى أن العالم ما سوى الله تعالى وصفاته من الجواهر والاعراض حادث أي كائن بعد أن لم يكن بعدية حقيقة لابالذات فقط ، بمعنى أنها في حد ذاتها لا يستحق الوجود فوجودها متأخر عن عدمها بحسب الذات كما تقوله الفلاسفة. ويسمونه الحدوث الذاتي ، على ما في تقرير هذا الحدوث على وجه يظهر به تأخر الوجود عن العدم من بحث دقيق أوردناه في حاشية شرح التجريد. وذهب جمهور الفلاسفة إلى أن العقول والاجرام الفلكية ونفوسها قديمة ، ومطلق حركاتها وأوضاعها وتخيلاتها أيضا قديمة ، فإنها لم تخل قط عن حركة ووضع وتخيل لجزئيات الحركة ، وبعضهم يثبتون لها بسبب استخراج الاوضاع الممكنة من القوة إلى الفعل وحدوث مناسبة لها بمبدئها الكامل من جميع الوجوه كمالات تفيض على نفوسها من المبادئ ، لكن محققيهم على ما ذكره أبونصر وأبوعلي في تعليقاتهما نقلا عن أرسطاطاليس ذهبوا إلى أن المطلوب لها نفس الحركة ، وبها يتم التشبه بمبادئها ، فإنها بالفعل من حيث الذات وسائر الصفات إلا ما يتعلق بالحركة من الاوضاع الجزئية ، فإنها لاتحتمل الثبات بالشخص ، فاستحفظ نوعها تتميما للتشبه بالمبادئ التي هي بالفعل من جميع الوجوه ، ولما كان التشبه لازما للحركة جعلها الغاية المطلوبة باعتبار اللازم.


نعم نقل عن ثاليس ان اصل العالم الجسمانى هو الماء ، وعن انكسيمايس انه الهواء ، وعن ذيمقراطيس انه الاجزاء التى لا تتجزأ وهكذا ، لكنها لا تنافى القول بالحدوث ، كما ان ظاهر القرآن الشريف والاخبار المتظافرة أن أصل العالم الجسمانى هو الماء كما مر الكلام فيه في اوائل هذا الكتاب ، وأما أن المراد بالماء هل هو هذا الجسم المركب من اكسيجين وايدرجين أوشئ آخر شبيه به فمما لا سبيل إلى تعيينه.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 57  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست