اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 44 صفحة : 340
الاحنف بن قيس ، وقيس بن الهيثم ، والمنذر بن الجارود ، ويزيد بن مسعود النهشلي وبعث الكتاب مع زراع السدوسي وقيل مع سليمان المكنى بأبي رزين فيه : « إني أدعوكم إلى الله وإلى نبيه ، فان السنة قد اميتت ، فان تجيبوا دعوتي ، وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد » فكتب الاحنف إليه : أما بعد فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ، ثم ذكر أمر الرجلين مثل ما ذكره السيد رحمهماالله إلى أن قال :
فلما أشرف على الكوفة نزل حتى أمسى ليلا فظن أهلها أنه الحسين 7 ودخلها مما يلي النجف فقالت امرأة : الله اكبر ابن رسول الله ورب الكعبة ، فتصايح الناس قالوا : إنا معك أكثر من أربعين ألفا ، وازدحموا عليه حتى أخذوا بذنب دابته وظنهم أنه الحسين ، فحصر اللثام ، وقال : أنا عبيد الله فتساقط القوم ، ووطئ بعضهم بعضا ودخل دار الامارة ، وعليه عمامة سوداء.
فلما أصبح قام خاطبا ، وعليهم عاتبا ، ولرؤسائهم مؤنبا ، ووعدهم بالاحسان على لزوم طاعته ، وبالاساءة على معصيته والخروج عن حوزته ، ثم قال : يا أهل الكوفة إن أمير المؤمنين يزيد ولاني بلدكم ، واستعملني على مصركم ، وأمرني بقسمة فيئكم بينكم ، وإنصاف مظلومكم من ظالمكم ، وأخذ الحق لضعيفكم من قويكم ، والاحسان للسامع المطيع ، والتشديد على المريب ، فأبلغوا هذا الرجل الهاشمي مقالتي ليتقي غضبي. ونزل ، يعني بالهاشمي مسلم بن عقيل 2.
وقال المفيد : وأقبل ابن زياد إلى الكوفة ، ومعه مسلم بن عمرو الباهلي وشريك بن الاعور الحارثي وحشمه وأهل بيته حتى دخل الكوفة وعليه عمامة سوداء وهو متلثم والناس قد بلغهم إقبال الحسين 7 فأخذ لا يمر على جماعة من الناس إلا سلموا عليه ، وقالوا : مرحبا بك يا ابن رسول الله قدمت خير مقدم ، فرأى من تباشرهم بالحسين ما ساءه ، فقال مسلم بن عمرو لما أكثروا : تأخروا هذا الامير عبيد الله ابن زياد.
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 44 صفحة : 340