responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 25  صفحة : 245

فقال له يحيى : والله إنها لحجة في ذلك بليغة ، ولكن ليس منها أحتج لما قلت ، فاصفر وجه الحجاج وأطرق مليا ثم رفع رأسه إلى يحيى وقال له : إن أنت جئت من كتاب الله بغيرها في ذلك فلك عشرة آلاف درهم وإن لم تأت بها فأنا في حل من دمك؟

قال نعم.

قال الشعبي : فغمني قوله : وقلت : أما كان في الذي نزع به الحجاج ما يحتج به يحيى ويرضيه بأنه قد عرفه وسبقه إليه ويتخلص منه حتى رد عليه وأفحمه فإن جاءه بعد هذا بشئ لم آمن أن يدخل عليه من القول ما يبطل به حجته لئلا يدعي أنه قد علم ما قد جهله هو.

فقال يحيى للحجاج : قول الله عزوجل : « ومن ذريته داود وسليمان » من عنى بذلك؟ قال الحجاج : إبراهيم ، قال : فداود وسليمان من ذريته؟ قال : نعم ، قال يحيى : ومن نص الله عليه بعد هذا أنه من ذريته؟ فقرأ الحجاج : « وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين ».

قال يحيى : ومن؟

قال : « وزكريا ويحيى وعيسى ».[١]

قال يحيى : ومن أين كان عيسى من ذرية إبراهيم ولا أب له؟

قال : من قبل امه مريم.

قال يحيى : فمن أقرب؟ مريم من إبراهيم أم فاطمة من محمد 9 ، وعيسى من إبراهيم ، أم الحسن والحسين من رسول الله؟

قال الشعبي : فكأنما ألقمه حجرا ، فقال : أطلقوه قبحه الله ، وادفعوا إليه عشرة آلاف درهم لا بارك الله له فيها.ثم أقبل علي فقال : قد كان رأيك صوابا ولكنا أبيناه ، ودعا بجزور فنحره[٢] وقام فدعا بالطعام فأكل وأكلنا معه ، وما تكلم بكلمة


[١]الانعام : ٨٥.
[٢]في المصدر : فنحروه.
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 25  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست