اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 18 صفحة : 70
فهبطت فإذا ماء البئر قد صار كأنه ماء الحناء من السحر [١] ، فطلبته مستعجلا حتى انتهيت إلى أسفل القليب فلم أظفر به ، قال الذين معي : ما فيه شئ فاصعد ، فقلت : لا والله ما كذبت وما كذبت [٢] وما يقيني به مثل يقينكم ، يعني رسول الله (ص) ثم طلبت طلبا بلطف فاستخرجت حقا فأتيت النبي 9 فقال : افتحه ، ففتحته فإذا في الحق قطعة كرب النخل في جوفه وتر عليها أحد عشر [٣] عقدة ، وكان جبرئيل 7 أنزل يومئذ المعوذتين على النبي 9 ، فقال النبي (ص) : يا علي اقرأهما على الوتر ، فجعل أميرالمؤمنين 7 كلما قرأ آية انحلت عقدة حتى فرغ منها ، وكشف الله عزوجل عن نبيه ما سحر به وعافاه.
ويروى أن جبرئيل وميكائيل 8 أتيا إلى النبي 9 فجلس أحدهما عن يمينه. والآخر عن شماله ، فقال جبرئيل لمكائيل : ما وجع الرجل؟ فقال ميكائيل : هو مطبوب : فقال جبرئيل 7 : ومن طبه؟ قال لبيد بن أعصم اليهودي ، ثم ذكر الحديث إلى آخره [٤].
بيان : الكرب بالتحريك : اصول السعف العراض الغلاظ ، وقال الجزري : فيه أنه احتجم حين طب ، أي سحر ، ورجل مطبوب أي مسحور ، كنوا بالطب عن السحر تفاءلا بالبئر ، كما كنوا بالسليم عن اللديغ انتهى.
أقول : المشهور بين الامامية عدم تأثير السحر في الانبياء والائمة : ، وأولوا بعض الاخبار الواردة في ذلك ، وطرحوا بعضها ، وقد أشار إليه الراوندي ; فيما سبق.
وقال الطبرسي ; : روي أن لبيد بن أعصم اليهودي سحر رسول الله 9 ،
[١]في المصدر : كأنه ماء الحياض من السحر. [٢]في المصدر : ما كذب وما كذبت. [٣]في المصدر : أحد وعشرين. والظاهر انه مصحف لان أيات المعوذتين إحدى عشرة ، أو في الحديث سقط ، وكان ما قرأ عليها على 7 المعوذتين وسورتى الكافرون والاخلاص. [٤]طب الائمة : ١١٨.
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 18 صفحة : 70