اسم الکتاب : الكافي- ط الاسلامية المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 8 صفحة : 407
له فارغبوا فيما رغبكم اللّه فيه و أجيبوا اللّه إلى ما دعاكم
إليه لتفلحوا و تنجوا من عذاب اللّه.
و إيّاكم أن تشره
أنفسكم[1] إلى شيء
ممّا حرّم اللّه عليكم فإنّه من انتهك ما حرّم اللّه عليه ههنا في الدّنيا حال
اللّه بينه و بين الجنّة و نعيمها و لذّتها و كرامتها القائمة الدّائمة لأهل
الجنّة أبدا الآبدين.
و اعلموا أنّه بئس
الحظّ[2] الخطر
لمن خاطر بترك طاعة اللّه و ركوب معصيته فاختار أن ينتهك محارم اللّه في لذّات
دنيا منقطعة زائلة عن أهلها على خلود نعيم في الجنّه و لذّاتها و كرامة أهلها ويل
لأولئك ما أخيب حظّهم و أخسر كرّتهم[3]
و أسوء حالهم عند ربّهم يوم القيامة، استجيروا اللّه أن يجريكم في مثالهم أبدا و
أن يبتليكم بما ابتلاهم به و لا قوّة لنا و لكم إلّا به.
فاتّقوا اللّه أيّتها
العصابة النّاجية إن أتمّ اللّه لكم ما أعطاكم فإنّه لا يتمّ الأمر حتّى يدخل
عليكم مثل الّذي دخل على الصّالحين قبلكم و حتّى تبتلوا في أنفسكم و أموالكم و
حتّى تسمعوا من أعداء اللّه أذى كثيرا فتصبروا و تعركوا بجنوبكم و حتّى تستذلّوكم
أو يبغضوكم و حتّى يحملوا عليكم الضّيم فتحتملوه منهم تلتمسون بذلك وجه اللّه و
الدّار الآخرة و حتّى تكظموا الغيظ الشّديد في الأذى في اللّه يجترمونه إليكم و
حتّى يكذّبوكم بالحقّ و يعادوكم فيه و يبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم و مصداق
ذلك كلّه في كتاب اللّه الّذي أنزله جبرئيل على نبيّكم صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم سمعتم قول اللّه تعالى لنبيّكم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «فَاصْبِرْ
كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ» ثمّ قال: «وَ إِنْ
يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما
كُذِّبُوا وَ أُوذُوا» فقد كذّب نبيّ اللّه و الرّسل من قبله و اوذوا مع التّكذيب
بالحقّ، فإن سرّكم أن تكونوا مع نبيّ اللّه محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و
الرّسل من قبله فتدبّروا ما قصّ اللّه عليكم في كتابه