[3] لعل منشأ تبسمه عليه السلام شيئان احدهما أن
آية« لا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ» متقدمة على آية« وَ
الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ- الآية-» فان الأولى في سورة البقرة و الثانية في
المائدة و هي نزلت بعد البقرة و الناسخة بعد المنسوخة و ذلك ظاهر و ثانيهما عدم
الفرق بين الخاص و العام و الناسخ و المنسوخ و توهم ان العام ناسخ و الخاص منسوخ و
ذلك أن آية« وَ لا تَنْكِحُوا» عامة بناء على ان المشركات تعم الكتابيات لان أهل
الكتاب مشركون لقوله تعالى:« وَ قالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَ
قالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ- الى قوله-:
سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ» لكنها خصت عنها لقوله:« وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ
الَّذِينَ- الآية-» فالآية الأولى مخصصة بالآية الثانية لا أنّها ناسخة لها
و انما كانت منسوخة بقوله:« وَ لا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ« بقية الحاشية في الصفحة
الآتية»« بقية الحاشية من الصفحة الماضية» الْكَوافِرِ» كما
سيأتي في الخبرين بعده فاشتبه على القائل ذلك الفرق فزعم ان الخاص منسوخ و لذا
تبسم عليه السلام و لعلّ السكوت لمصلحة يراها و اللّه اعلم به( كذا في هامش
المطبوع) و قال المجلسيّ- رحمه اللّه- قوله:« فتبسم» ظاهره التجوير و التحسين و
احتمال كونه لوهن كلامه في غاية الضعف.
اسم الکتاب : الكافي- ط الاسلامية المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 5 صفحة : 357