responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكافي- ط الاسلامية المؤلف : الشيخ الكليني    الجزء : 2  صفحة : 675

(فى تأييد المؤمن من اللّه)

قد كنّا وعدنا ذيل حديث ص 268 إيراد ما أفاده العلّامة الطباطبائي مدّ ظلّه العالي في توضيح الحديث فنورده إيفاء لمّا وعدنا و هذا نص كلامه:

«قال اللّه تعالى: «أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ...» الآية الأنعام- 122- دلّت الآية على ما يخصّ اللّه تعالى به الايمان في مقابل الكفر من الآثار و هو النور الّذي يسري في أفعال العبد فيرى به الخير و يفرّقه من الشرّ و يميّز به النفع من الضرّ و الدّليل على أنّ هذا النور لغاية الابصار قوله تعالى: «الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ» الأعراف- 200- و هذا النور الّذي هو نور الابصار و الإدراك من خواصّ الحياة كما أنّ نور الإدراك الحسّيّ و الخياليّ في الإنسان و سائر أنواع الحيوان لا يتحقّق إلّا بعد تحقّق الحياة و هذه الحياة الّتي أثبتها اللّه تعالى للمؤمن حياة خاصّة، زائدة على الحياة العامّة الّتي يشترك فيها المؤمن حياتان و للكافر حياة واحدة من هنا يمكن للمتدبّر أن يحدس أنّ للمؤمن روحا آخر وراء الرّوح الّذي يشترك فيه المؤمن و الكافر فإنّ خاصّة الحياة إنّما يترشّح من الرّوح و اختلاف الخواصّ يؤدّي إلى اختلاف المبادي.

و هذا هو الّذي يظهر من مثل قوله تعالى: «لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ...» الآية المجادلة- 22- و هو الّذي تدلّ عليه هذه الرواية.

و ليست هذه الرّوح من الملائكة فانّ اللّه أينما ذكر الرّوح عدّه غير الملائكة كقوله: «يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ... الآية» النحل- 2. و قوله: «يَوْمَ‌

اسم الکتاب : الكافي- ط الاسلامية المؤلف : الشيخ الكليني    الجزء : 2  صفحة : 675
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست