[1] أي احذروا دعوتهم في زمن شدة التقية و علل ذلك
بأن من كان قابلا للهداية و اراد اللّه ذلك نكت في قلبه نكتة من نور. و هو كناية
عن انه يلقى في قلبه ما يصير به طالبا للحق متهيئا لقبوله( آت)
[2] أي امر اللّه بالذهاب إليه« اخترنا من اختار
اللّه» أي اخترنا الإمامة من أهل بيت اختارهم اللّه فان النبيّ صلّى اللّه عليه و
آله مختار اللّه و العاقل يحكم بان أهل بيت المختار إذا كانوا قابلين للإمامة أولى
من غيرهم و هذا دليل اقناعى تقبله طباع أكثر الخلق( آت) اقول بل المراد:
ذهبنا إلى بيت ذهب اللّه إليه و
هو بيت عبد المطلب و اخترنا من ذلك البيت من اختاره اللّه و هو محمّد فلما مضى
محمد( ص) لم نرجع و لم نخرج من ذلك البيت بل أقمنا في ذلك البيت المختار منه
محمّد( ص) و اخترنا بعده آله الاقربين على غيرهم.
[3] ظاهر هذه الأخبار كما يفسره الخبر الرابع، و
كما يدلّ عليه العلة المذكورة فيها اعنى النكتة القلبية: ان المعرفة من صنع اللّه
و ان الإنسان لا صنع له فيها اي ان المعرفة غير اختيارية بل مستندة الى أسباب
الهية غير اختيارية للإنسان فلا في اختيار الداعي ان يصنع المعرفة في قلب المدعو
المنكر، و لا في اختيار المدعو ان يعتقد بالحق من غير وجود الأسباب الإلهيّة.
و محصل ما يظهر من هذه الأخبار و
غيرها ممّا ينافيها بظاهرها: ان اللّه سبحانه خلق الإنسان على دين الفطرة اي انه
لو خلى و طبعه اذعن بالحق و اعترف به ثمّ انه لو وقع في مجرى معتدل في الحياة رسخت
في نفسه صفات و ملكات حسنة كالعدل و الإنصاف و نحوهما و تمايل الى الحق اينما وجده
و كان على أهل العلم و الايمان ان يدعوا مثل هذا الإنسان حتّى يتشرف بمعرفة تفاصيل
الحق كما اعترف في نفسه باجماله و هذا هو المراد بالآيات و الاخبار الدالة على
وجوب الدعوة و التبليغ و ان وقع في مجرى الهوى و الشهوات و مباغضة الحق رسخت في
نفسه ملكة العصبيّة الجاهلية و العناد و الطغيان، و هو المراد بالنكتة السوداء و
زالت عنه صفة الإنصاف و الميل الى الحق، و امتنع تأثير الكلام الحق فيه، و لا يزيد
المخاصمة و الاصرار الا بعدا و عنادا. قوله عليه السلام.
« لو انكم إذا ... الخ»« لو» حرف
تمن و المراد ليتكم إذا كلمتم الناس لم تقولوا:
يجب عليكم كذا عقلا و يستحيل كذا
عقلا حتّى يصروا في الخصام و يشتد بذلك اصرارهم على الباطل، بل قلتم: ان ديننا دين
اللّه و مذهبنا مذهب من اختاره اللّه فلعل ذلك يوقظ روح الإنصاف و الاذعان منهم(
الطباطبائى).
اسم الکتاب : الكافي- ط الاسلامية المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 2 صفحة : 212