[1] أي لستم مكلفين بأن تخوضوا فيه بعقولكم بل اعتقدوا ما نزل
اللّه تعالى إليكم من صفاته، أو ليس لكم السؤال بل بين اللّه تعالى لكم( آت)
[2] أي ما عظموا اللّه حقّ تعظيمه فلا يوصف بقدر و لا يعظم
تعظيما الا كان أعظم من ذلك( آت)
[3] أي هو موجد الكيف و محقق حقيقته في موضعه حتّى صار كيفا له
فعرفت الكيف بما أوجده فينا و جعله حالا لنا من الكيف فالمعلوم لنا من الكيف ما
نجده فينا منه و أمثالها و لا نعرف كيفا سوى أنواع هذه المقولة التي نجدها من
حقائق صفاتنا و طبائعنا و اللّه تعالى أجل من أن يوصف بها بالاتحاد أو القيام أو
الحلول و كذا الكلام في الاين و المراد به كون الشى في المكان و الهيئة الحاصلة
للمتمكن باعتبار كونه في المكان و هو أيضا ممّا اوجده سبحانه و حقق حقيقته في
موضعه حتى صار أينا له فعرفت الاين بما أوجده فينا و جعله حالا لنا من الاين
فالمعلوم لنا من الاين-- ما نجده فينا و ما هو من هذه المقولة من جنس حقائق صفاتنا
و طبائعنا و اللّه سبحانه أجل من أن يوصف بها. و كذا الكلام في حيث و هو اسم لمكان
الشيء و اللّه سبحانه موجده و محقق حقيقته و جاعله مكانا للمتمكن فيه فعرفت الحيث
بما أوجده مكانا لنا فالمعلوم لنا من حيث، ما نجده مكانا لنا و هو من جنس حقيقة و
طبيعة و اللّه سبحانه أجل من أن يوصف بها و بسائر ما لا يفارق الإمكان فاللّه
تعالى داخل في كل مكان أي حاضر بالحضور العقلى غير غائب فلا يعزب عنه المكان و لا
المتمكن فيه و لا يخلو عنه مكان بأن لا يحضره بالحضور العقلى و الشهود العلمى و
أمّا الدخول كالمتمكن في المكان و الجزء العقلى و الخارجى في الكل فهو سبحانه منزه
عنه و خارج من كل شيء؛ و قوله:« لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ» دليل على نفى
التمكن في المكان فان كل متمكن في المكان ممّا يصحّ عليه الإدراك بالاوهام، و
قوله:« وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ» على حضوره
عقلا و شهوده علما و قوله:« لا إله إلّا هو العلى العظيم» على عدم كونه داخلا في
شىء دخول الجزء العقلى فيه و الخارجى فيه و قوله:« وَ هُوَ
اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ» يدل على جميع ذلك.( رف)
اسم الکتاب : الكافي- ط الاسلامية المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 1 صفحة : 103