responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 473

رأيته بعيني، وأحطت به علماً، وهو على صورة البشر؟ أما تستحيون؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا: أن يكون يأتي عن اللّه بشيء ثم يأتي بخلافه من وجه آخر. [1]

وأمّا العقل، فانّ روَية اللّه مستحيلة عقلاً لوجوه:

الاَوّل: انّ الروَية البصرية لا تقع إلاّ أن يكون للمرئيّ جهة ومكان وأن يكون المرئيّ مقابلاً لعين الرائي، وكلّذلك ممتنع على اللّه سبحانه، والقول بحصول الروَية الحسيّة بلا هذه الشرائط أشبه بالجمع بين الفرضين المتضادين،والروَية بلا كيف، نفي للروَية الحسية التي تحكي عنها الرواية، والروَية القلبية خارجة عن مدلولها.

الثاني: انّ الروَية إمّا أن تقع على اللّه كلّه فيكون مركباً محدوداً متناهياً محصوراً، وإمّا أن تقع على بعضه فيكون مبعّضاً مركّباً، وكلّ ذلك ممّا لا يلتزم به أهل التنزيه.

الثالث: انّ كلّمرئيّ بجارحة العين يشار إليه بحدقتها، وأهل التنزيه كالاَشاعرة وغيرهم ينزّهونه سبحانه عن الاِشارة إليه باصبع أو غيره.

الرابع: انّ الروَية بالعين الباصرة لا تتحقق إلاّبوقوع النور على المرئي وانعكاسه منه إلى العين، واللّه سبحانه منزّه عن كلّذلك.

وعلى ذلك فالرواية من الموضوعات، حتى انّ السيدة عائشة قد كذَّبت روَية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ربّه في غير واحد من رواياتها، وقد أدخله الوضاعون في الحديث النبوي عن طريق حبر الاَُمّة ووضعوا للحديث سنداً.

إنّ مسألة التجسيم وبالاَخص روَية اللّه تبارك و تعالى حازت على أهمية


[1] التوحيد للصدوق:110ـ111، الحديث 9.

اسم الکتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 473
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست