responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 38

نجد قلة الحديث عنه والعكس بالعكس، وهذا يعرب عن أنّالاَحاديث عالت حسب وضع الوضاعين وكذب الكذابين.

إنّ ظاهرة التمحيص لم تكن أمراً متأخراً عن عصر الصحابة بل نجد جذورها في عصرهم، مثلاً.

لقد شاع بعد رحيل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) مسألة إمكان روَية اللّه، وانّه (صلى الله عليه وآله وسلم) رآه في معراجه حتى انّ مسروقاً، سأل عائشة عن هذه المسألة عند ما سمع قولها: ثلاث من تكلّم بواحدة منهنّ، فقد أعظم على اللّه الفرية.

قال مسروق: وكنت متكئاً فجلست، فقلت: يا أُمّ الموَمنين: انظريني ولا تعجليني، ألم يقل اللّه عزّ وجلّ: (وَلَقَدْرآهُ بِالاَُفُقِ المُبين) (التكوير|23)، (ولَقد رآه نَزْلَة أُخرى) (النجم|13) . فقالت: أنا أوّل هذه الاَُمّة سأل عن ذلك رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال: إنّما هو جبرئيل لم أره على صورته التي خُلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطاً من السماء سادّاً عظمُ خلقه ما بين السماء إلى الاَرض.

فقالت: أو لم تسمع انّ اللّه يقول:( لا تُدْرِكُهُ الاََبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاََبصارَ وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبير ) (الاَنعام|103) أو لم تسمع انّ اللّه يقول:(وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمهُ اللّهُ إِلاّوَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فيُوحِىَ بإذنهِ ما يَشاءُ انّهُ عَليٌّ حَكيمٌ) (الشورى|51)، قالت: و من زعم ان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كتم شيئاًمن كتاب اللّه، فقد أعظم على اللّه الفرية، واللّه يقول: (يا أَيُّها الرََّّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَوَإِنْ لَمْ تَفْعَلْفَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ)(المائدة|67) قالت: ومن زعم انّه يخبر بما يكون في غدٍ فقد أعظم على اللّه الفرية، واللّه يقول:(قُل لا يعلم من في السماوات والاََرض الغيب إلاّ اللّه)(النمل|65). [1]


[1] صحيح مسلم:1|110، باب معنى قول اللّه عزّ وجلّ: (وَلَقَدْرَآهُ نَزْلَة أُخرى) .وفي استنتاج نفي علم الغيب عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالآية تأمل واضح.

اسم الکتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست