responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 312

إنّه سبحانه يصف بعض الصحابة بالفسق ويقول:(إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأٍ فتَبَيَّنُوا) (الحجرات|6).

فمن هذا الفاسق الذي أخبر القرآن عنه بين صحابته؟ و ما هو إلاّ الوليد ابن عقبة الذي صاحب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعواماً عديدة.

وليس الوليد نسيج وحده في هذا المضمار، بل انّ كثيراً من الصحابة تركوا النبي قائماً حينما كان يخطب للجمعة وخرجوا من المسجد طلباً لحطام الدنيا، فنزل قوله سبحانه: (فَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَـهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللّهُ خَيْرُ الرّازِقين) (الجمعة|11).

أترى أنّ من يرجح اللهو وحطام الدنيا على صلاة الجمعة يكون من القدِّيسين و من العدول الذين تنبض قلوبهم بذكر اللّه ويخافون يوماً قمطريراً ؟!

ويكفي من السنة ما وردت حول ارتداد الصحابة عقب وفاة النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» وقد رواها البخاري في كتاب الفتن. [1]

وقد جمعها ابن الاَثير في جامعه فبلغت عشرين حديثاً فلاحظ. [2]

وفاته

توفي أبو هريرة سنة 57 وقيل 58 وهو ابن 78، قيل مات بالعقيق وحمل إلى المدينة وصلّى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان و كان أميراً على المدينة لعمِّه معاوية بن أبي سفيان. [3]

وقد مضى الرجل وعزّي إليه أحاديث كثيرة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهي بين صحيحةتعلو على هامّاتها سمات الصحة والاتقان، وسقيمة مخالفة لكتاب اللّه والسنّة الثابتة والعقل الحصيف، فمن أراد تنزيه السنة النبوية وتمحيصها، فعليه


[1] صحيح البخاري: 9|42، كتاب الفتن.
[2] جامع الاَُصول:10|468ـ473، باب صفة الحوض من كتاب القيامة.
[3] ابن الاَثير: أُسد الغابة:5|317، قسم الكنى.

اسم الکتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست