اسم الکتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 168
3. لزوم الاقتداء بالشيخين
أخرج الترمذي، عن ربعي، عن حذيفة، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : اقتدوا باللّذين من بعدي أبي بكر و عمر.
وأخرج عنه أيضاً، قال: كنّا جلوساً عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقال: إنّي لا أدري ما بقائي فيكم، فاقتدوا باللّذين من بعدي. وأشار إلى أبي بكر
وعمر. [1]
وثمة تساوَلات وتأملات في هذه الرواية:
أوّلاً: انّ الرواية معارضة بنفس ما روي عن حذيفة في ذلك المجال، فقد
أخرج الترمذي في سننه عن زاذان، عن حذيفة، قال: قالوا: يا رسول اللّه لو
استخلفت، قال: إن أستخلف عليكم فعصيتموه عُذِّبتم، ولكن ما حدَّثكم حذيفة
فصدِّقوه و ما أقراكم عبد اللّه فأقروَه.
ثانياً: لو كان النبي أمر بالاقتداء به في حال يتنبأ عن عدم بقائه كان على
الشيخين والمهاجرين في السقيفة الاستدلال بالرواية مع أنّهما لم يحتجّا بها ولا
غيرهما أيضاً، بل كان الجهد منصباً على أنّ المهاجرين من عشيرة النبي «صلى
الله عليه وآله وسلم» وعشيرته أولى بالخلافة من غيرهم.
ثالثاً: انّ الحديث الثاني أيضاً مكذوب على لسان رسول اللّه ،فانّه
استخلف غير مرّة استخلافاً عاماً، فتجد استخلافه في الموارد التالية: