هذه بعض روائع أحاديثه، وثمة مرويات عزيت إليه ربّما لا توافق
الموازين وإليك نقل بعضها:
1. نفاة القدر مجوس هذه الاَُمّة
أخرج أبو داود في سننه، عن رجل من الاَنصار، عن حذيفة، قال: قال
رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : لكلّ أُمّة مجوس، ومجوس هذه الاَُمّة
الذين يقولون لا قدر، من مات منهم فلا تشهدوا جنازته، ومن مرض منهم فلا
تعودوهم، وهم شيعة الدجال، وحقّ على اللّه أن يلحقهم بالدجال. [2]
لا شكّ انّ القضاء والقدر من العقائد الاِسلامية التي لا يخفى على إنسان
له أدنى إلمام بالقرآن والسنة قال سبحانه: (إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِين*
فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم) (الدخان|3ـ4).
والليلة المباركة هي ليلة القدر ، قال سبحانه: (إِنّا أَنْزلْناهُ في لَيْلَةِ القَدْر وقد
ورد في غير واحدة من الآيات انّ كل ما يصيب الاِنسان فقد قُدِّر من قبل أن
يصيبه، قال سبحانه: (ما أَصابَمِنْ مُصِيبَةٍ فِي الاََرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاّ فِي
كتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إنَّ ذلِكَ عَلى اللّهِ يَسِير ) (الحديد|22).
فمصير الاِنسان تابع لاَمرين، أحدهما: ما يصيبه من دون أن يكون له فيها
دور أو إختيار، كالاَُمور الخارجة عن اختياره من موته ومرضه إلى غير ذلك.
وثانيهما: الاَفعال التي تعد ملاكاً للثواب والعقاب والتحسين والتقبيح.
فليس معنى التقدير هو سلب المسوَولية والاختيار عنه، بل تقديره سبحانه، هو
[1] صحيح مسلم: 6|136، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة من كتاب اللباس والزينة. [2] سنن أبي داود: 4|222 برقم 4691.
اسم الکتاب : الحديث النبوي بين الرواية والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 164