اسم الکتاب : الإستبصار المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 2 صفحة : 288
فقد حلت له هذه الأشياء وإن لم يذكره في اللفظ لعلمه بأن المخاطب عالم بذلك
أو تعويلا على غيره من الاخبار ، وقد قدمنا من الاخبار ما يدل على ذلك فالعمل
بها أولى لأنها مفصلة وهذا الخبر مجمل.
٥ ـ فأما ما
رواه محمد بن يعقوب عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار
عن صفوان عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : ولد لأبي الحسن عليهالسلام مولود
بمنى فأرسل إلينا يوم النحر بخبيص [١] فيه زعفران وكنا قد حلقنا قال : عبد الرحمن
فأكلت أنا وأبي الكاهلي ومرازم أن يأكلا منه وقالا لم نزر البيت فسمع أبو الحسن
عليهالسلام كلامنا فقال لمصادف وكان هو الرسول الذي جاءنا به في أي
شئ كانوا
يتكلمون؟ قال : أكل عبد الرحمن وأبى الآخران وقالا لم نزر بعد فقال : أصاب
عبد الرحمن ثم قال : أما تذكر حين أتينا به في مثل هذا اليوم فأكلت أنا منه وأبي
عبد الله
أخي أن يأكل منه فلما جاء أبي حرشه [٢] علي فقال : يا أبت إن موسى أكل
خبيصا فيه زعفران ولم يزر بعد فقال : أبي هو أفقه منك أليس قد حلقتم رؤسكم.
٦ ـ وما رواه
الحسين بن سعيد عن فضالة عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله
عليهالسلام قال : سئل ابن عباس هل كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يتطيب
قبل أن يزور البيت فقال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يضمد رأسه بالمسك
قبل أن يزور.
فليس في هذين الخبرين
أنه أباح استعمال الطيب عند الفراغ من حلق الرأس وقبل
الزيارة للمتمتع أو للحاج غير المتمتع ، وإذا لم يكن ذلك في ظاهرهما حملناهما على
غير
[١] الخبيص : وزان
فعيل بمعنى مفعول طعام يعمل من التمر والزيت والسمن.