responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإختصاص المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 55

مُغْضَباً فَرَمَى إِلَيَّ بِطُومَارٍ فَقَالَ اقْرَأْهُ فَإِذَا فِيهِ كَلَامٌ قَدْ عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَرَاءَتِي مِنْهُ وَ فِيهِ أَنَّ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ يُجْبَى إِلَيْهِ خَرَاجُ الْآفَاقِ مِنْ غُلَاةِ الشِّيعَةِ مِمَّنْ يَقُولُ بِإِمَامَتِهِ يَدِينُونَ اللَّهَ بِذَلِكَ وَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ فَرْضٌ عَلَيْهِمْ إِلَى أَنْ يَرِثَ اللَّهُ‌ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْها وَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُوهَبْ إِلَيْهِ الْعُشْرُ وَ لَمْ يُصَلِّ بِإِمَامَتِهِمْ وَ يَحُجَّ بِإِذْنِهِمْ وَ يُجَاهِدْ بِأَمْرِهِمْ وَ يَحْمِلِ الْغَنِيمَةَ إِلَيْهِمْ وَ يُفَضِّلِ الْأَئِمَّةَ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ وَ يَفْرِضْ طَاعَتَهُمْ مِثْلَ طَاعَةِ اللَّهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ فَهُوَ كَافِرٌ حَلَالٌ مَالُهُ وَ دَمُهُ وَ فِيهِ كَلَامُ شَنَاعَةٍ مِثْلُ الْمُتْعَةِ بِلَا شُهُودٍ وَ اسْتِحْلَالِ الْفُرُوجِ بِأَمْرِهِ وَ لَوْ بِدِرْهَمٍ وَ الْبَرَاءَةِ مِنَ السَّلَفِ وَ يَلْعَنُونَ عَلَيْهِمْ فِي صَلَاتِهِمْ وَ يَزْعُمُونَ أَنَّ مَنْ يَتَبَرَّأُ مِنْهُمْ فَقَدْ بَانَتِ امْرَأَتُهُ مِنْهُ وَ مَنْ أَخَّرَ الْوَقْتَ فَلَا صَلَاةَ لَهُ لِقَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى‌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا[1] يَزْعُمُونَ أَنَّهُ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ وَ الْكِتَابُ طَوِيلٌ وَ أَنَا قَائِمٌ أَقْرَأُ وَ هُوَ سَاكِتٌ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ قَدِ اكْتَفَيْتُ بِمَا قَرَأْتَ فَكَلِّمْ بِحُجَّتِكَ بِمَا قَرَأْتَهُ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً ص بِالنُّبُوَّةِ مَا حَمَلَ إِلَيَّ قَطُّ أَحَدٌ دِرْهَماً وَ لَا دِينَاراً مِنْ طَرِيقِ الْخَرَاجِ لَكِنَّا مَعَاشِرَ آلِ أَبِي طَالِبٍ نَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ الَّتِي أَحَلَّهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ ع فِي قَوْلِهِ لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُهُ وَ لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ لَأَجَبْتُ وَ قَدْ عَلِمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ضِيقَ مَا نَحْنُ فِيهِ وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ مَا مَنَعَنَا السَّلَفُ مِنَ الْخُمُسِ الَّذِي نَطَقَ لَنَا بِهِ الْكِتَابُ فَضَاقَ بِنَا الْأَمْرُ وَ حُرِّمَتْ عَلَيْنَا الصَّدَقَةُ وَ عَوَّضَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهَا الْخُمُسَ فَاضْطُرِرْنَا إِلَى قَبُولِ الْهَدِيَّةِ وَ كُلُّ ذَلِكَ مِمَّا عَلِمَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَلَمَّا تَمَّ كَلَامِي سَكَتَ ثُمَّ قُلْتُ إِنْ أرى [رَأَى‌] أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَأْذَنَ لِابْنِ عَمِّهِ فِي حَدِيثٍ عَنْ آبَائِهِ عَنِ النَّبِيِّ ص فَكَأَنَّهُ اغْتَنَمَهَا فَقَالَ مَأْذُونٌ لَكَ هَاتِهِ فَقُلْتُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ ص أَنَّ الرَّحِمَ إِذَا مَسَّتْ رَحِماً تَحَرَّكَتْ وَ اضْطَرَبَتْ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُنَاوِلَنِي يَدَكَ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ ادْنُ فَدَنَوْتُ فَصَافَحَنِي وَ جَذَبَنِي إِلَى نَفْسِهِ مَلِيّاً ثُمَّ فَارَقَنِي وَ قَدْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ لِي اجْلِسْ يَا مُوسَى فَلَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ صَدَقْتَ وَ صَدَقَ جَدُّكَ وَ صَدَقَ النَّبِيُّ ع لَقَدْ تَحَرَّكَ دَمِي وَ اضْطَرَبَتْ عُرُوقِي وَ أَعْلَمُ أَنَّكَ لَحْمِي وَ دَمِي وَ أَنَّ الَّذِي حَدَّثْتَنِي بِهِ صَحِيحٌ وَ أَنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَإِنْ أَجَبْتَنِي أَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ صَدَقْتَنِي وَ خَلَّيْتُ عَنْكَ وَ وَصَلْتُكَ وَ لَمْ أُصَدِّقْ مَا


[1] مريم: 59.

اسم الکتاب : الإختصاص المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست