اسم الکتاب : الإختصاص المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 368
(استدراك آخر)
قد مرّت في ص 246 معجزة
لأبي عبد اللّه عليه السّلام مع المنصور الدوانيقيّ و سقط من الخبر في جميع ما
رأينا من النسخ صدره و قلنا في هامش الصحيفة: رواه الطبريّ- رحمه اللّه- في دلائل
الإمامة ص 144 بتمامه لكن لا يسعنا هناك نقل تمام الخبر. و أوردناه هاهنا المزيد
الفائدة قال الطبريّ: أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى، عن أبيه، قال:
حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همام، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد
الحميريّ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ، عن محمّد ابن هذيل، عن محمّد بن سنان
قال: وجّه المنصور إلى سبعين رجلا من أهل كابل فدعاهم فقال لهم:
ويحكم إنّكم تزعمون
أنّكم ورثتم السحر عن آبائكم أيّام موسى و إنّكم تفرّقون بين المرء و زوجه و إنّ
أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد ساحر مثلكم!!! فاعملوا شيئا من السحر فإنّكم إن
أبهتموه أعطيتكم الجائزة العظيمة و المال الجزيل فقاموا إلى المجلس الّذي فيه
المنصور و صوّروا له سبعين صورة من صور السباع لا يأكلون و لا يشربون، و إنّما
كانت صورا، و جلس كلّ واحد تحت صورته و جلس المنصور على سريره و وضع إكليله على
رأسه، ثمّ قال لحاجبه: ابعث إلى أبي عبد اللّه، فقام فدخل عليه فلمّا أن نظر إليه
و إليهم و بما قد استعدّوا له رفع بيده إلى السماء ثمّ تكلّم بكلام بعضه جهرا و
بعضه خفيّا ثمّ قال:
ويحكم أنا الّذي أبطلت
سحركم، ثمّ نادى برفيع صوته: قسورة! خذهم، فوثب كلّ سبع منها على صاحبه و افترسه
في مكانه و وقع المنصور من سريره و هو يقول: يا أبا عبد اللّه أقلني فو اللّه لا
عدت إلى مثلها أبدا، فقال له: قد أقلتك، قال: يا سيّدي فردّ السباع إلى ما أكلوا،
قال: هيهات إن عادت عصا موسى فستعود السباع. ا ه
اسم الکتاب : الإختصاص المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 368