responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح المنهاج / الصوم المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 66

وإذا قصد الصدق فكان كذباً فلا بأس{1}، وإن قصد الكذب فكان صدقاً

والإبهام والتعمية قال تعالى: ?ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ما كنا مشركين * انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون?[1]. مع وضوح أن نفي الشرك عن أنفسهم ليس نقصاً عليها، بل هو تنزيه لها.
ولذا لا إشكال في صدق الكذب على الله تعالى عرفاً بنسبة فعل ما لم يفعله له و إن لم يكن فعله له نقصاً فيه جل شأنه، كما لو قيل: أنزل الله تعالى هذا اليوم المطر، أو خلق حيوانا يمشي على خمسة أرجل أو نحو ذلك. ومن ثم يشكل التخصيص المذكور، بل هو مخالف للإطلاق.
نعم المضمون الواحد قد يتعلق بأكثر من طرف واحد، ولا يكون خبراً عن أحد الأطراف ـ صدقاً أو كذباً ـ إلا بقصد بيان حاله من ذكر المضمون المذكور. مثلاً كون الليلة التي ولد فيها النبي7 ممطرة قد يكون بيانه بداعي بيان حال النبي7 وأنه قد ولد حال المطر، وقد يكون بيانه بداعي بيان حال تلك الليلة وأن المطر قد نزل فيها. وعلى الأول يكون إخباراً عن النبي7، وعلى الثاني يكون إخباراً عن حال الليلة دون النبي7، فلا يكون كذباً عليه لو كان كذباً.
كما أن التشابه بين النبي7 وجعفر بن أبي طالب? مثلاً يساق (تارة): لبيان صورة جعفر (وأخرى): لبيان صورة النبي7 (وثالثة): لبيان النسبة بينهما.وعلى الأول يكون إخباراً عن جعفر لاغير، وعلى الثاني يكون إخبارا عن النبي7.وعلى الثالث يكون إخباراً عنهما معاً.والمعيار في تحديد ذلك ثبوتاً على قصد المتكلم، وإثباتاً على ظاهر الكلام وهيئته.
{1} لما يأتي من اعتبار العمد في مفطرية المفطرات المذكورة. بل لايبعد قصور إطلاق أدلة مفطرية الكذب في المقام عن ذلك، إما لتقوم الكذب بقصد بيان خلاف الواقع، أو لانصرافه لذلك، ولذا كان من صفات الذم ارتكازاً، كالخيانة، ولو كان

[1] سورة الأنعام الآية:23ـ24.
اسم الکتاب : مصباح المنهاج / الصوم المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست