337 الشيخ ابو محمد سليمان بن مهران الدماوندى الاصل الكوفى المولد و المنشاء؛ مولى بنى كاهل الاسدى المعروف بالاعمش[1]
لعمش كان فى عينيه و العمش بالتّحريك ضعف الرّؤية مع سيلان الدّمع فى أكثر الأوقات، كما فى القاموس، ذكر ابن خلّكان: انّه كان ثقة، عالما، فاضلا و كان أبوه من دنباوند الّتى هى ناحية من رساتيق الرّى فى الجبال، و كان يقاس بالزّهرى فى الحجاز، و رأى أنس بن مالك و كلّمه، لكنّه لم يرزق السّماع عليه، و روى عن عبد اللّه بن أبى أوفى حديثا واحدا، و لقى كبار التّابعين و روى عنه سفيان الثّورى، و شعبة بن الحجّاج، و حفص بن غياث و خلق كثير من جلّة العلماء.
و كان لطيف الخلق مزّاحا، جائه أصحاب الحديث يوما ليسمعوا عليه فخرج إليهم و قال لو لا انّ فى منزلى من هو أبغض إلىّ منكم ما خرجت إليكم، و جرى بينه و بين زوجته يوما كلام، فدعى رجلا ليصلح بينهما، فقال لها الرّجل: لا تنظرى إلى عمش عينيه و حموشة ساقيه فانّه إمام و له قدر، فقال له: أخزاك اللّه ما أردت إلّا أن تعرّفها عيوبى و قال له داود بن عمر الحائك ما تقول فى الصّلاة خلف الحائك، فقال:
لا بأس بها على غير وضوء، و قال: فما تقول فى شهادة الحائك؟ فقال: تقبل مع عدلين و يقال: أنّ الإمام أبا حنيفة عاده يوما فى مرضه فطوّل القعود عنده، فلمّا عزم على القيام، قال له: ما كأنى إلّا ثقلت عليك فقال: و اللّه انّك لثقيل علىّ و أنت فى بيتك! و
(*) له ترجمة فى تأسيس الشيعة 342 تاريخ بغداد 9: 3، تنقيح المقال 2: 65، سفينة البحار 1: 277 شذرات الذهب 1: 220 طبقات ابن سعد 6: 342، العبر 1: 209 الكنى و الالقاب 2: 45، مجمع الرجال 3: 169، مرآة الجنان 1: 305، المعارف 214، منتهى المقال 277، ميزان الاعتدال 3: 224، نور القبس 251، وفيات الاعيان 2: 136.