ثم انّه فصّل الكلام إلى آخر ما أوردناه لك فى ترجمة الحسن بن يسار البصرى مع اختلاف يسير، و لكن الفرق بينهما فى صحّة السّند و ضعفه كثير، و لا ينبّئك مثل خبير، هذا.
و أمّا الكلام فى وثاقة الرّجل بل كونه فى أعلى درجة المعرفة و الدّين، و دخوله فى زمرة أولياء اللّه المهتدين، فان وقعت على يقين منه أيضا او طمأنينة كاملة بعد ما اشبعناه لك من التّفصيل، و أرشدناك إليه من الدّليل فاشكر اللّه تبارك و تعالى على التّوفيق، لبلوغ درجة الإنصاف و الخروج عن دائرة الجور و الاعتساف، و إلّا فالملتمس منك الدّعاء لنا و لك فى تحسين ظنوننا بأجلّاء الأصحاب، و تحصين نفوسنا عن الإبتلاء بعلّتى الوسوسة و الإرتياب، فانّه الملك الوهّاب و مالك الرّقاب، و مسبّب الأسباب و مفتّح الأبواب، و موفى الصّابرين أجرهم بغير حساب.
336 الشيخ ابو القاسم سليم بن ايوب بن سليم الرازى[1]
الفقيه الشّافعى الأديب، كان مشارا إليه فى الفضل و العبادة، و صنّف الكتب الكثيرة، منها كتاب «الإشارة» و كتاب «غريب الحديث» و منها «التّقريب» و ليس هو التّقريب الّذى ينقل عنه إمام الحرمين فى «النّهاية»، و الغزالى فى «الوسيط و البسيط» فانّ ذلك للقاسم بن القفّال الشّاشى، و أخذ سليم الفقه عن الشّيخ أبى حامد الإسفراينى المتقدّم ذكره، و أخذ عنه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدّسى، و ذكر عن شيخه أبى حامد أنّه كان: لا يخلو له وقت عن اشتغال، حتّى أنّه كان إذا برأ القلم قرأ القران أو سبّح، و كذلك إذا كان مارّا فى الطّريق و غير ذلك من الأوقات الّتى لا يمكن