ثمّ إنّه عدّ من جملتها كتابين في الحجّ، و كتابا في أدعية السفر، و كتاب الإفصال، و كتاب الرسالة إلى ابن ابنه أبي طاهر الزرارى في ذكر آل أعين. و هذا الإبن هو المولود بدعائه المستجاب عند المستجار، المذكور اسمه في كتب الرجال بعنوان أبي طاهر محمّد بن عبيد اللّه بن أحمد الزراريّ، و كان شيخ الشيخ و النجاشي. و قد انقرض نسل جدّه المذكور عن غيره.
و ذكر صاحب البحار فى مقدّماته بعد نسبته لهذه الرسالة إليه: و هذا الرجل كان من أفاضل الثقات و المحدّثين، و كان استاد الأفاضل الأعلام كالشيخ و و ابن الغضائري و أحمد بن عبدون- قدّس اللّه أسرارهم- و عدّ النجاشي و غيره هذه الرسالة من كتبه. و سنذكر الرسالة بتمامها في آخر مجلّدات هذا الكتاب- إن شاء اللّه تعالى-. انتهى.
و هو من تلامذة الشيخ أبي جعفر الكلينيّ- رحمه اللّه- كما ذكره في الأمل.
و يستفاد من الرسالة و غيرها أنّه يروى عنه أيضا، و عن عبد اللّه بن جعفر الحميرىّ، و أحمد بن محمّد العاصميّ، و حميد بن زياد، و كذا عن جدّه لأبيه أبي طاهر محمّد بن سليمان، و عن عمّ أبيه و خاله عليّ بن سليمان، و أبي العباس الزرّاد، و غير هولاء من المشايخ المعظّمين.
و من جملة ما ذكره في تلك الرسالة: أنّه قلّ رجل منّا إلّا و قد روى الحديث. و نقل أيضا عن عبد اللّه بن الحجّاج: أنّه جمع من آل أعين ستّين رجلا يروون الحديث.
و عن ساير مشايخه: أنّهم بقوا أربعين رجلا لا يموت منهم رجل إلّا ولد فيهم غلام. ثمّ قال في كيفيّة نسبه: إنّه كانت امّ الحسن بن الجهم إبنة عبيد بن زرارة، و من هذه الجهة نسبنا إلى زرارة و نحن من ولد بكير و كنّا قبل ذلك نعرف بولد الجهم. إلى أن قال:
و أوّل من نسب منّا إلى زرارة جدّنا سليمان، نسبه إليه سيّدنا أبو الحسن عليّ بن محمّد صاحب العسكر عليه السّلام تورية و سرّا ثمّ اتّسع ذلك و سمّينا به. و كان- رحمه اللّه- يكاتبه في امور له بالكوفة و بغداد. هذا. و قد ذكر فيها أيضا أنّ مولده أواخر ربيع الآخر من شهور سنة خمس و ثمانين و مأتين، و أنّ مولد نافلته أبي طاهر بعد ذلك بسبع و ستيّن