responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 224

الديلمى، و أجزل جائزته، و لمّا رجع من عنده عرض له فاتك ابن أبى الجهل في عدّة من أصحابه، و كان مع المتنبّى أيضا جماعة من أصحابه و قاتلوهم فقتل المتنبّى و ابنه محسّد، و غلامه مفلح بالقرب من نعمانيّة بغداد في موضع يقال له: الصافية، و ذلك في يوم الأربعا لستّ بقين من شهر رمضان سنة أربع و خمسين و ثلاثمأة.

و قيل: و سبب ذلك المحرّك لهم على هذه الجناية قوله في الفخريّة معرّضا:

الخيل و الليل و البيداء تعرفنى‌

و العطن و الضرب و القرطاس و القلم‌

على حذ و ما يقوله الفرزدق في مدح السجّاد عليه السّلام:

هذا الّذي تعرف البطحاء و طأته‌

و البيت يعرفه و الحلّ و الحرم‌

و ليس ببعيد حيث إن آفة الإنسان اللسان، و لنعم ما قال بالفارسيّة:

[زبان سرخ سر سبز ميدهد بر باد]

و في الحديث: إنّ اللسان يسأل في كلّ صباح عن سائر الأعضاء كيف أصبحتم؟

فيقولون: بخير لو أمنتنا من شرّك. هذا

و قال صاحب «يتيمة الدهر»: قال ابن جنى النحوي: سمعت أبا الطيّب. فيقول:

إنّما لقّبت بالمتنبّي لقولى:

أنا ترب الندى و ربّ القوافى‌

و سمام العدى و غيظ الحسود

أنا في امّة تداركها اللّه‌

غريب كصالح في ثمود

ما مقامى بأرض نخلة إلّا

كمقام المسيح بين اليهود

و قيل: إنّه تنبّى‌ء في صباه، و فتن شرذمة نفّق أدبه، و حسّن كلامه. و ذكر أنّه لمّا أنشد أبو الطيّب سيف الدولة قصيدته الّتي أوّلها:

أجاب دمعى و ما الداعى سوى طلل‌

دعى فلبّاه قبل الركب و الإبل‌

و ناوله نسختها، و خرج فنظر فيها سيف الدوله. فلمّا انتهى إلى قوله:

يا أيّها المحسن المشكور من جهتى‌

و الشكر من قبل الإحسان لا قبلى‌

أقل أنل أقطع احمل علّ سلّ أعد

زدهشّ بشّ تفضّل ادن سرّ صل‌

وقعّ تحت أقل: اقلناك، و تحت أنل: يحمل إليه، من الدراهم كذا و كذا،

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست