responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 218

الزهد في الدنيا كما قد حكى لنا من نظائره الكثيرة عن جماعة من السلف الصالحين، و الأولياء المتّقين، و إن قد يناقش في جواز ذلك بالنسبة إلى غير أمير المؤمنين و إمام المسلمين. لما تظافر عليه المنع البالغ من فحوى الآية و الأخبار، و لا سيّما إذا انجرّ ذلك إلى ذلّ في المؤمن أو دلّ على خساسة في طبعه أو صار من أسباب شهرته بين الناس أو وقوعه في ضيقى الحرج و الوسواس.

فإنّ من الوارد في كتاب «الكافي» بالأسناد المتّصل عن مولانا الصادق عليه السّلام أنّه قال لبعض أصحابه: لا تكوننّ دوّارا في الأسواق، و لا تلى دقائق الأشياء بنفسك.

فإنّه لا ينبغى للمرء المسلم ذى الحسب و الدين أن يلى شراء دقائق الأشياء بنفسه ما خلا ثلاثة أشياء: و هى العقار، و الرقيق، و الإبل.

و في رواية اخرى: باشر كبارا مورك، و كل ما شفّ منها إلى غيرك.

و في خبر آخر قال: إنّي لأكره للرجل السري أن يلى شراء شي‌ء دني أو ما أشبه ذلك.

و في أحاديث كثيرة أيضا: إنّه لا ينبغى للمؤمن أن يذلّ نفسه. إلى غير ذلك من الحجج الباهرة الّتي نخرج بتفصيلها عن وضع هذا الكتاب، و اللّه أعلم بالصواب.

ثمّ إنّ وفات هذا الشيخ على ما ذكره ابن خلّكان في يوم السبت لخمس خلون من ذى الحجّة سنة ثمان و ثلاثين و ثلثمأة، و كان سبب موته أنّه جلس على درج المقياس على شاطى‌ء النيل، و هو في أيّام زيادته، و هو يقطّع بالعروض شيئا من الشعر.

فقال بعض العوام: هذا يسحر النيل حتّى لا نريد فيغلو الأسعار. فدفعه برجله في النيل فلم يوقف له على خبر بعد. هذا.

و ممّا يناسب ذكره في مثل هذا الموضع هو أنّ ابن النحّاس علم لرجلين من النحاة:

أحدهما: هذا الشيخ المتقدّم الإمام.

و الثاني: محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أبي نصر الإمام أبو عبد اللّه بهاء الدين بن نحّاس شيخ الديار البصريّة في علم اللسان، و تلميذ الجمال بن عمرون، و الكمال الضرير في العربيّة، و القراآت، و أمثال ذلك، و كان هو من المتأخّرين عن الأوّل بكثير، و

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست