من أهل اصبهان أحد المشاهير الأعيان. قال صاحب «طبقات النحاة»: قال ياقوت: له مصنّفات: منها كتاب «الحلي و الثيات» و كتاب «المنطق» و كتاب «الهجاء» و كتاب في الرسائل[1] سمّاه «فقر البلغاء» و كتاب «الاختيار من الرسائل» لم يسبق إلى مثله. ولّاه القاهر عمل الخراج بإصبهان. ثمّ صرف في شوّال سنة أربع و عشرين و ثلاثمأة.
و من شعره قطعة على أربع قوافي. كلّما افردت قافية كان شعرا برأسه.
و بلدة قطعتها بضامر
خفيدد عيرانة ركوب
و ليلة سهرتها لزائر
و مسعد بواصل حبيب
و قنية وصلتها بطاهر
مسوّد ترب العلا نجيب
إذا غوت أرشدتها بخاطر
مسدّد و هاجس مصيب
و قهوة باكرتها لفاجر
ذى عيد في دينه و حوب
سوّرتها كسرتها بماطر
مبرّد من جهة القليب
و هو غير أحمد بن علوية الإصبهانى الكرّانى- نسبته إلى محلّة من محلّاتها العتيقة تسمّى كرّان، و هي الآن أشبه بالخربة من العمران-.
و قد ذكر صاحب «الطبقات» في حقّ هذا الرجل: إنّ ياقوتا قال في حقّه:
كان صاحب لغة يتعاطى التأديب، و يقول الشعر الجيّد، و كان من أصحاب لغذه. ثمّ صار من ندماء أحمد بن أبي دلف، و له فيه:
إذا ما جنى الجانى عليه جناية
عفى كرما عن ذنبه لا تكرّما
[1] المراد بالرسائل بل الانشاءات المفاخرة التى يرسلها بعضهم الى بعض أو يقولها بعضهم فى حق بعض، و تستعمل فقراتها غالبا فى المكاتيب، و يقال لصاحب هذه الصناعة: انه كاتب أى منشى حسن التعبير فصيح التقرير، و ليس هو من الكتابة بالقلم كما يتوهم. منه.